السعودية وإيران تنهيان قطيعة دبلوماسية استمرت 6 سنوات وتفتحان سفارتيهما
أعلنت إيران والمملكة العربية السعودية، اليوم الجمعة، استئناف علاقاتهما الدبلوماسية التي كانت مقطوعة منذ عام 2016، إثر مفاوضات استضافتها الصين، في خطوة قد تنطوي عليها تغيرات إقليمية دبلوماسية كبرى.
وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) ووكالة أنباء “إرنا” الإيرانية الرسمية، أن إثر مباحثات “تم توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران”.
وانقطعت العلاقات بين الرياض وطهران في العام 2016، عندما هاجم محتجون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران بعدما أعدمت المملكة رجل دين شيعيا معارضا يدعى نمر النمر.
وأوردت وكالة إرنا أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الادميرال علي شمخاني أجرى محادثات مكثفة مع نظيره السعودي في الصين “من أجل حل المشكلات بين طهران والرياض بشكل نهائي”.
وفي بيانهما المشترك، شكرت إيران والسعودية “العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021-2022، كما أعرب الجانبان عن تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة جمهورية الصين الشعبية على استضافة المباحثات ورعايتها وجهود إنجاحها”.
وتعد الجمهورية الإسلامية والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.
كذلك، تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتهمها بـ”التدخل” في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.
وذكر البيان المشترك أن البلدين اتفقا في المحادثات التي أجريت بين 6 و10 مارس على “احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.
واتفقا كذلك على أن يعقد وزيرا خارجيتهما اجتماعا لتفعيل الاتفاق وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات. كما اتفقا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة.
وكانت دول خليجية أخرى خفضت علاقاتها مع إيران بعد حادثة العام 2016. لكن في شتنبر الماضي، رحبت طهران بعودة السفير الإماراتي بعد غياب دام ست سنوات، فيما أعلنت إيران إن الكويت أرسلت أول سفير لها إلى إيران منذ سبعة أعوام.
ويأتي الاتفاق على إعادة العلاقات بين طهران والرياض في خضم محاولات دبلوماسية لترسيخ الاستقرار في المنطقة.
وقد رحب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الخميس في دمشق بانفتاح دول عربية على سوريا بعد الزلزال الدامي الذي ضربها بشكل متزامن مع تركيا.
وقال إن طهران، التي دعمت دمشق خلال الصراع المستمر منذ 12 عاما، ستنضم إلى جهود المصالحة بين سوريا وتركيا التي تدعم منذ فترة طويلة جماعات معارضة للرئيس السوري بشار الأسد.
كما شهدت مؤخرا العلاقات بين الرياض وأنقرة تقاربا بعد الخلاف الذي تسبب به مقتل الصحافي السعودي والناقد الحكومي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في اسطنبول عام 2018 على أيدي عناصر سعوديين.
وسعى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشدة لإحياء العلاقات الثنائية على غرار قيامه بإصلاح العلاقات مع الإمارات، وهي خطوة وصفها محللون بأنها مدفوعة إلى حد كبير باعتبارات اقتصادية.