«شويخ من أرض مكناس» عندما تحدث الششتري ب”الحال” فكانت عبارات ب”المقال”

«شويخ من أرض مكناس» عندما تحدث الششتري ب”الحال” فكانت عبارات ب”المقال”

وحيد بنسعيد

تداولت مواقع التواصل مقاطع لأغنية “شويخ من أرض مكناس” يؤديها المطرب السعودي عبد المجيد عبد الله، وهي قصيدة عمرها يتجاوز سبعة قرون.

وتناقل مستخدمون على “تيك توك” مقاطع من حفلة غنى فيها عبد الله الأغنية، ليتفاعل معها الجمهور بحماس مكرراً كلمات يتجاوز عمرها 700 سنة.

ولا غرابة في أن يلقي الفنان نظرة على الأيباد طوال الوقت أثناء أداء الأغنية العريقة، إذ هي قصيدة من 42 بيتاً، يقول مطلعها:

شويخ من أرض مكناس وسط الأسواق يغني

إش عليّ أنا من الناس وإش على الناس مني

إش عليّ يا صاحب من جميع الخلايق

إفعل الخير تنجو واتبع أهل الحقايق

لا تقل يا بني كلمة إلا إنْ كنت صادق

خذ كلامي في قرطاس واكتبوا حرز عني

“شويخ من أرض مكناس”… قصة القصيدة

“شويخ من أرض مكناس” هي قصيدة من الزجل الأندلسي، ألفها الشاعر أبو الحسن الششتري أثناء إقامته في مدينة مكناس، ويعود تاريخ كتابتها إلى أزيد من 735 عاماً، وفق ما ينقله موقع العمق المغربي عن مصادر تاريخية.

وتعود قصة القصيدة إلى قرار الششتري، الثري الذي وُلد في غرناطة مهد الشعراء الأندلسيين، الدخول في الصوفية.

وتقول قصتها إن الششتري صاحب «أبي مدين الصوفي ابن سبعين» وتصوف على يده حينما هاجر إلى فاس ومنها إلى مكناس بالمغرب. وكي يطهر ذاته ويستجيب لشروط الدخول في الصوفية كما أوصاه ابن سبعين، تجرد من متاعه وملابسه الفاخرة الناعمة ولبس بدلاً منها ملابس خشنة بالية مرقعة، ووضع حول عنقه «غرارة» (كيساً)، وحمل في يده «بنديرة» (أي الدف بالمغربية الدارجة)، معلناً تركه مباهج الدنيا وانصرافه لدعوة الناس إلى الخير والتقوى. وهكذا دخل الرجل أسواق مكناس، ضارباً الدف، متعكزاً على عكاز، ومنشداً كلمات قصيدة «شويخ من أرض مكناس».

ويقال ان الششتري (نسبة إلى قرية ششتر من أعمال وادي آش) هو أول من استخدم الزجل في عرضه للمعاني والمقاصد الصوفية، في حين أن أول من استخدم الموشح لذات الغرض هو محيي الدين بن عربي.

ومما ذكر عن الششتري أيضاً أنه كان كثير التجوال بأنحاء الأندلس، ومنها ارتحل إلى بلاد المغرب وجال فيها حتى ألقى برحاله في مدينة مكناس وسط شمال المغرب، علماً بأن مكناس تعد واحدة من أربع مدن تاريخية قديمة في المغرب، ويعود تأسيسها إلى القرن العاشر الميلادي على أيدي الأمازيغ الذين كانوا يسموها «مكناس الزيتون»، كما أنها صارت عاصمة للمغرب سنة 1673م في عهد مولاي إسماعيل.

admin

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *