محاصرة‭ ‬محترفي‭ ‬الصفقات‭ ‬العمومية

محاصرة‭ ‬محترفي‭ ‬الصفقات‭ ‬العمومية

 

الحكومة‭ ‬اعتمدت‭ ‬نظاما‭ ‬موحدا‭ ‬للصفقات العمومية.

انطلاق‭ ‬دورات‭ ‬للتدريب‭ ‬حول‭ ‬المقتضيات‭ ‬الجديدة‭ ‬ومؤسسات‭ ‬عمومية‭ ‬تسرع‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬طلبيات‭ ‬قبل‭ ‬شتنبر
تنكب‭ ‬المؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬والجماعات‭ ‬الترابية‭ ‬ومصالح‭ ‬الدولة‭ ‬والهيآت‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬معالجة‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬ملفات‭ ‬متعلقة‭ ‬بالطلبيات‭ ‬العمومية‭ (‬صفقات‭ ‬وسندات‭ ‬طلب‭) ‬بوتيرة‭ ‬سريعة،‭ ‬قبل‭ ‬شتنبر‭ ‬المقبل،‭ ‬حيث‭ ‬ستكون‭ ‬ملزمة‭ ‬بتطبيق‭ ‬مقتضيات‭ ‬قانونية‭ ‬جديدة‭ ‬تقطع‭ ‬مع‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الفساد‭ ‬والريع‭ ‬والاستغلال‭ ‬التي‭ ‬طبعت‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭.‬
وشرع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الوزارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬دورات‭ ‬للتدريب‭ ‬والتكوين‭ ‬والتحذير‭ ‬من‭ ‬مغبة‭ ‬التلاعب‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قررت‭ ‬الحكومة‭ ‬سد‭ ‬جميع‭ ‬الثقوب‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬مرسوم‭ ‬الصفقات‭ ‬العمومية‭ ‬السابق‭ (‬رقم‭ ‬2‭.‬12‭.‬349‭) ‬ الذي‭ ‬مهد‭ ‬الطريق‭ ‬لحالات‭ ‬اغتناء‭ ‬وثراء‭ ‬غير‭ ‬مشروعين‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المال‭ ‬العام‭.‬
وتقطع‭ ‬المقتضيات‭ ‬الجديدة،‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬بعد‭ ‬خمسة‭ ‬أشهر،‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬محترفي‭ ‬الطلبيات‭ ‬العمومية‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬ومقاولات‭ ‬ومسؤولين‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬عمومية‭ ‬وجماعات‭ ‬ترابية،‭ ‬إذ‭ ‬يرصد‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للحسابات‭ ‬والمفتشية‭ ‬العامة‭ ‬للإدارة‭ ‬الترابية‭ ‬والمفتشية‭ ‬العامة‭ ‬للمالية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬هيآت‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬المالية‭ ‬العمومية،‭ ‬كل‭ ‬سنة،‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الخروقات‭ ‬والتجاوزات‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬وتيرة‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭.‬
واعتمدت‭ ‬الحكومة،‭ ‬للمرحلة‭ ‬المقبلة،‭ ‬نظاما‭ ‬موحدا‭ ‬للصفقات‭ ‬العمومية‭ ‬يطبق‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬الدولة‭ ‬والجماعات‭ ‬الترابية‭ ‬والهيآت‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬الاعتبارية‭ ‬الخاضعة‭ ‬للقانون‭ ‬العام‭ ‬لتوفير‭ ‬رؤية‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحا‭ ‬للفاعلين‭ ‬الاقتصاديين،‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يشكو‭ ‬منه‭ ‬النظام‭ ‬السابق‭.‬
ويقطع‭ ‬المرسوم‭ ‬الجديد‭ ‬مع‭ “‬عقدة‭” ‬الأجنبي‭ ‬في‭ ‬توريد‭ ‬منتجات،‭ ‬أو‭ ‬مكونات‭ ‬المشروع،‭ ‬وهي‭ ‬عملية‭ ‬كانت‭ ‬يلجأ‭ ‬إليها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬نائلي‭ ‬الصفقات‭ ‬العمومية،‭ ‬مستغلين‭ ‬الغموض‭ ‬الذي‭ ‬يطبع‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمسطرة‭ ‬الإدلاء‭ ‬بشهادة‭ ‬المنشأ‭.‬
وتعزز‭ ‬الحكومة،‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬شتنبر‭ ‬المقبل،‭ ‬آلية‭ ‬الأفضلية‭ ‬الوطنية‭ ‬للصفقات‭ ‬العمومية،‭ ‬ودعم‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تثمين‭ ‬المنتوجات‭ ‬المغربية‭ ‬المنشأ‭ ‬وتعزيز‭ ‬المطابقة‭ ‬مع‭ ‬المعايير‭ ‬المغربية‭ ‬وإنعاش‭ ‬تشغيل‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬المحلية‭ ‬وإشراك‭ ‬الخبرة‭ ‬التقنية‭ ‬الوطنية‭.‬
وتتضمن‭ ‬دفاتر‭ ‬الشروط‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬وجوبا‭ ‬شرط‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الحرفيين‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الصفقات‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬مكونا‭ ‬حرفيا،‭ ‬واللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الخبراء‭ ‬المقيمين‭ ‬بالمغرب‭ ‬سواء‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الصفقات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالدراسات،‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالنظم‭ ‬المعلوماتية‭.‬
ووضع‭ ‬التشريع‭ ‬الجديد‭ ‬شروطا‭ ‬صارمة‭ ‬لمكافحة‭ ‬تبخيس‭ ‬الأسعار‭ ‬عبر‭ ‬إعادة‭ ‬توجيه‭ ‬آليات‭ ‬تقييم‭ ‬العروض‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬الأقل‭ ‬ثمنا‭ ‬إلى‭ ‬الأحسن‭ ‬ثمنا،‭ ‬إذ‭ ‬ينصب‭ ‬تقييم‭ ‬عروض‭ ‬المتنافسين‭ ‬على‭ ‬التناسق‭ ‬العام‭ ‬للمشروع‭ ‬ومدى‭ ‬ملاءمته‭ ‬مع‭ ‬المهمة‭ ‬المسندة‭ ‬إلى‭ ‬صاحب‭ ‬المشروع،‭ ‬وجودة‭ ‬ونجاعة‭ ‬الحلول‭ ‬التقنية‭ ‬المقترحة،‭ ‬وتحليل‭ ‬التكاليف‭ ‬مقارنة‭ ‬بمزايا‭ ‬المشروع،‭ ‬وتنافسية‭ ‬العرض‭ ‬وإمكانية‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬للشغل،‭ ‬وكيفية‭ ‬نقل‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬بإضافة‭ ‬إلى‭ ‬جودة‭ ‬التركيبة‭ ‬التعاقدية‭ ‬والمالية‭.‬
ومن‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬الشفافية،‭ ‬سيكون‭ ‬لزاما‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬العمومية،‭ ‬نشر‭ ‬لائحة‭ ‬الصفقات‭ ‬العمومية‭ ‬التي‭ ‬نالتها‭ ‬المقاولة‭ ‬الوطنية‭ ‬المتوسطة‭ ‬والصغيرة‭ ‬والتعاونيات‭ ‬واتحاد‭ ‬التعاونيات‭ ‬والمقاول‭ ‬الذاتي‭ ‬للسنة‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬بوابة‭ ‬الصفقات‭ ‬العمومية‭ ‬ومبلغها‭ ‬الإجمالي‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬كل‭ ‬سنة،‭ ‬كما‭ ‬تضع‭ ‬لحكومة‭ ‬الترتيبات‭ ‬لإحداث‭ ‬مرصد‭ ‬للطلبيات‭ ‬العمومية‭ ‬سيكون‭ ‬مقره‭ ‬الخزينة‭ ‬العامة‭ ‬للمملكة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬المعطيات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بهذا‭ ‬القطاع‭ ‬وترويج‭ ‬وتثمين‭ ‬المعلومات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭.‬
المصدر الصباح

admin

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *