العيون: تفاصيل الحكم على أفراد عصابة سرقة الإبل والمتاجرة في لحومها
أدانت غرفة الجنايات لدى محكمة الاستئناف بالعيون، عصابة سرقة الإبل ونحرها في عمق الصحراء وبيع لحومها إلى بعض الجزارين بوسط مدينة العيون.
واستنادا إلى المعطيات التي نشرتها جريدة الأخبار في عدد نهاية الاسبوع، فقد أدانت المحكمة شخصين من أفراد العصابة بـ18سنة سجنا، كما أدانت شخصا آخر يحترف اللصوصية معهما بسبع سنوات سجنا، فيما قضت في حق المتهم الرابع بسبعة أشهر حبسا نافذا فقط. أما بخصوص الجزارين الثلاثة المتهمين بشراء لحوم هذه الإبل المسروقة، وإعادة بيعها في محلاتهم التجارية بعدد من أحياء مدينة العيون، فقد وزعت عليهم المحكمة 15 سنة سجنا نافذا بالتساوي فيما بينهم. كما تمت مصادرة أربع سيارات رباعية الدفع كانت العصابة تستغلها في القيام بعمليات سرقة إبل في عمق الصحراء ونحرها هناك، قبل نقل لحومها إلى مدينة العيون.
وتعود هذه القضية إلى بداية شهر أكتوبر من السنة المنصرمة، عندما تفاجأ عدد من الكسابة وملاك الإبل بالاختفاء المستمر لعدد من رؤوس الجمال التي ترعى بضواحي إقليم العيون في ظروف غامضة، كما أن البعض من هؤلاء الكسابة عثروا أكثر من مرة على آثار نحر بعض الإبل ببعض المناطق الصحراوية والوديان والشعاب، الأمر الذي أثار شكوكا لديهم، خصوصا أن هذا الفعل تكرر أكثر من مرة، ليقرروا ضرب حراسة مشددة على مكان وجود إبلهم التي تظل ترعى لوحدها في الصحراء، لمعرفة سبب اختفائها كل مرة.
وخلال جولة روتينية بأحد الوديان القريبة من العيون، تم اكتشاف أشخاص يقومون بنحر جمل بمكان بنفوذ جماعة الدشيرة القروية شرق مدينة العيون، لكن لما اكتشف اللصوص أن أصحاب الإبل يتجهون نحوهم، تمكنوا من امتطاء سيارة رباعية الدفع كانوا يستعملونها في نقل اللحوم نحو المدينة، وفروا عبر طريق صحراوية، خوفا من إلقاء القبض عليهم. ويظهر شريط فيديو مصور عمليات مطاردة عبر مسالك صحراوية من أجل القبض على الجناة، حيث استمرت المطاردة لمدة طويلة، ليقرر اللصوص النزول من السيارة بعد عجزها عن المسير فوق الكثبان الرملية، والهروب من أجل الاختفاء في عمق الصحراء، قبل أن يتم إلقاء القبض على شخصين من أفراد العصابة، فيما لاذ الثالث بالفرار مستغلا انهماك الكسابة في تكبيل الشخصين الآخرين.
وبعد تفتيش السيارة رباعية الدفع، تم العثور بداخلها على لحوم يشتبه في أن مصدرها من عمليات نحر إبل مسروقة، كما تم العثور أيضا على مجموعة من السكاكين والمناشير والأكياس، ومعدات أخرى تستعمل في تقطيع اللحوم. وتم الاتصال بعناصر الدرك الملكي، الذين حلوا بعين المكان، حيث تم نقل الموقوفين إلى مركز الدرك الترابي لاستنطاقهما، حول ظروف وملابسات هذا الفعل الجرمي.
وفي محضر أقوالهما كشفا عن هوية الشخص الثالث الفار، والجزارين الذين يقتنون منهم هذه اللحوم المسروقة، حيث تم إيقافهم بعد ذلك، وتشميع محلاتهم بأمر من النيابة العامة، كما تم إيقاف الشخص الهارب.