استمرار إغلاق دار للشباب بأصيلة يصل البرلمان
وصلت تداعيات استمرار إغلاق دار للشباب بأصيلة إلى قبة البرلمان، بعدما توجه فريق برلماني، أخيرا، باستفسار إلى الجهات الحكومية المختصة حول هذا الملف، حيث كشف أن المدينة تتوفر على دار للشباب باعتبارها الفضاء المعرفي الوحيد الذي لازال مغلقا للأسف منذ ثلاث سنوات، ويحتاج للترميم والإصلاح والتأهيل، الأمر الذي يحرم شباب أصيلة من استغلال هذا الفضاء الثقافي باعتباره متنفسا للإبداع الفني بمختلف أصنافه، وتفجير الطاقات الإبداعية الشبابية بما من شأنه خلق إشعاع ثقافي محلي ينبع من خصوصيات وموروث المنطقة.
وقال الفريق إن الكل يثمن الإجراءات العملية التي تتخذها السلطات المختصة، بتنسيق مع المديرية الجهوية لقطاع الشباب بطنجة، من أجل إحداث بناية جديدة، إلا أن أشغال التهيئة، بما فيها إعداد التصاميم من لدن مكتب دراسات، قد تأخذ وقتا طويلا، ما يجب اغتنامه في فسح المجال أمام شباب المنطقة، سيما العاطلين منهم، من أجل الانخراط في التنمية الاجتماعية والثقافية بمختلف تجلياتها، وخاصة المجال الإبداعي بما يضمن انصهار شباب أصيلة في المحيط السوسيو- ثقافي والتنموي بالمنطقة، وبما يقطع مع مظاهر الانحراف وتفشي العديد من السلوكات اللااجتماعية.
وتساءل الفريق عن التدابير المزمع اتخاذها، في هذا الصدد، سيما وأن المصالح الوصية بوسعها تخصيص فضاء من الفضاءات الموجودة حاليا بالمدينة وما أكثرها، وبالصيغة التي تراها مناسبة، من أجل استغلالها بشكل مؤقت في انتظار إحداث بناية جديدة محل البناية الحالية، وذلك ربحا للوقت من جهة، والمساهمة، من جهة ثانية، في فسح المجال أمام شباب المنطقة للانخراط الفعلي في ركب التنمية الثقافية المحلية.
وقالت تقارير في الموضوع إن دُور الشباب ومختلف الـمراكز التربوية والثقافية تكتسي أهميةً قصوى في بناء الـمسارات الحياتية للأفراد والجماعات، وخصوصا شريحة الشباب منهم، حيث تلعب دَورا مركزيا في صقل شخصيتهم وتنمية وعيهم العام، وتطوير مداركهم العلمية والـمعرفية والثقافية، وتنشئتهم على قيم حب الوطن والتطوع وخدمة الصالح العام والاختلاف والتعدد والتعايش وقبول الآخر، لذلك اعتُبرت دُور الشباب فضاءات لا غنى عنها للتأطير والتكوين ومؤسسة أساسية من مؤسسات التنشئة الاجتماعية.
وفي سياق موضوع الشباب ومحاربة الانحراف في صفوفهم، لايزال الجميع يتساءل عن مصير ملاعب للقرب موجهة للمدينة، حيث إن عددا من الجماعات بعمالة طنجة أصيلة كانت تعقد آمالا كبيرة على إحداث الملاعب الرياضية بترابها للنهوض بالرياضة، لما لها من وقع حسن على تربية الناشئة ومحاربة انحراف الشباب، غير أنه، لحدود اللحظة، لايزال الموضوع طي الكتمان، في وقت تدخلت مصالح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لإحداث بعض هذه الملاعب، غير أنها تبقى غير كافية لتغطية جميع تراب المدينة.
المصدر جريدة الاخبار