رجال أمن مزيفين يبتزون بارونات مخدرات
أطاحت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أخيرا، بمتورطين في انتحال هويات مسؤولين بفرق الشرطة القضائية بكل من سيدي قاسم وسيدي سليمان وجرف الملحة، وابتزاز بارونات مخدرات في مبالغ مالية، عن طريق إيهامهم بعدم تقديمهم للنيابة العامة، وسقط ثلاثة متهمين، فيما يجري البحث عن فتاتين يشتبه في تسريبهما مضمون مذكرات بحث حول مطلوبين للعدالة.
وفجر الفضيحة أحد المتورطين في النازلة الذي سقط في غشت الماضي، ليكشف للمحققين معطيات خطيرة، مفادها أن منتحلي هويات أمنيين، يتعقبون تجار مخدرات بمناطق مختلفة من الغرب، ويعترضون سبيل المهربين بالمسالك المؤدية من زومي وشفشاون ووزان، نحو مدن الغرب، ويقومون بتدخلات ميدانية شبيهة بالتي يقوم بها أفراد الشرطة الحقيقيون، ليظهر أن الأمر يتعلق بعصابة منظمة الأدوار.
وأظهرت تحقيقات الفرقة الوطنية أن تجار الممنوعات كانوا يبعثون بحوالات مالية إلى المشتبه فيهم، بغية السماح لهم بتهريب الممنوعات أو احتلال أوكار لتسهيل الترويج، وكان واحد من الفاعلين يتخذ من طنجة مقرا دائما له، لتلقي هذه الحوالات، حتى لا يسقط في كمائن، قبل أن يقر أحد الموقوفين الملقب ب”ولد قصاب» بتفاصيل تحركات الفرقة الأمنية المزيفة بشوارع سيدي سليمان وسيدي قاسم وجرف الملحة.
و حسب الخبر الذي أوردته الصباح فقد حصل»ولد قصاب” على أرقام هواتف الضحايا من مستهلكين يترددون على الشارع المعروف ب “أ ب س” المتفرع عن شارع محمد الخامس وسط المدينة، وبعدها يربط بهم الاتصال ويؤكد لهم في المكالمات الهاتفية أنه ضابط الشرطة القضائية الملقب بـ «أسد»، وهو مسؤول أمني مثير للجدل، ويتوفر على دبلوم في إحدى رياضات فنون القتال، كما كانت فتاتان تقومان بالمهمة نفسها.
وكشفت الأبحاث أن الموقوف الأول كان يأمر تجار الممنوعات بوضع المبالغ المالية المتفق عليها بوكالة لتحويل الأموال، ويتسلم شريكاه بطنجة هذه الحوالات، ويتم اقتسام الغنيمة بين مختلف الفاعلين.
وأمرت النيابة العامة بتعميق البحث لمعرفة هويات ضحايا جرف الملحة وسيدي قاسم، إذ وجهت انتدابات إلى وكالات لتحويل الأموال لمعرفة عدد التحويلات المالية التي حصل عليها الفاعلون الثلاثة، كما أمرت بإجراء خبرة تقنية على الهاتف المحجوز للفاعل الرئيسي للاستعانة بها في الأبحاث التمهيدية الجارية في الموضوع.
وبعدما توفرت معطيات تقنية أفرزت نتيجة الخبرات هويات ضحايا الابتزاز باسم الأمن، كما أظهرت هويات الساحبين للمبالغ المالية، ليتحرك «كومندو» تابع للفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء نحو عاصمة البوغاز، لملاحقة فاعلين أساسيين في الجرائم المقترفة، وأمرت النيابة العامة بمواجهتهما مع موقوف يقبع حاليا بسجن أوطيطة 1 بسيدي قاسم، ليتم تمديد الحراسة النظرية للموقوفين، لمدة 72 ساعة، من أجل تعميق البحث، وينتظر أن يكشف إيقاف الفتاتين المشتبه فيهما عن معطيات جديدة في النازلة.