فرنسا، ماكرون يرتب أوراقه، والجزائر تدخل على الخط وتراهن على دومينيك دوفليبان لاستعادة نفوذها من خلاله
ذ. عبد العزيز ملوك.
في ظل الأزمة السياسية الحادة التي تعيشها فرنسا هذه الأيام إثر سحب البرلمان الفرنسي(الجمعية الوطنية)، الثقة من حكومة الرئيس ميشال بارنيي تسارع العصابة الحاكمة في الجزائر الزمن من أجل الركوب على هذه الأزمة في اتجاه إعادة ترتيب أوراقها بهدف بناء تحالفات جديدة تعزز موقعها في مراكز القرار السيادي الفرنسي والساحة السياسية الفرنسية على حد سواء.
يأتي هذا الذي يأتي وسط تراجع ملحوظ لصالح بلادنا، التي نجحت فيه ديبلوماسيها كسب الإعتراف الفرنسي بسيادته على اقاليمنا الجنوبية وسط ذهول حكام الجزائر من حجم هذآ الإجماع العالمي الداعم لمخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية في اتجاه إنهاء هذا النزاع المفتعل.
استراتيجية العصابة الحاكمة في الجزائر الجديدة ترتكز حاليا على بناء تحالفات مع شخصيات سياسية فرنسية بارزة، وعلى رأسها دومينيك دوفيلبان، رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق (2005-2007) ووزير الخارجية السابق (2002-2004).
فبعد زيارة هذآ الأخير الأولى للجزائر سنة 2020،عاد دوفيلبان متم مايو الماضي لإلقاء محاضرة كبرى من تنظيم السلطات الجزائرية،غير أنه خلال هذه الزيارة،عقد الوزير الأول الفرنسي السابق عدة اجتماعات بالجزائر مع مستشارين في مؤسسة الأمن العسكري DRS بغية دعم ترشيحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقرر لهآ سنة 2027.
هذا، وأن الوزير الأول الفرنسي السابق معروف بمواقفه المؤيدة للجزائر وعلاقاته الغامظة بأجهزتها وأبرزها انتقاده علنًا،دعم الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون للمغرب في قضية الصحراء المغربية وادانته تصاعد التيارات المناهضة للجزائر في فرنسا،في وقت تعمل فيه شبكات جزائرية مؤثرة بباريس على دعم دوفيلبان، من خلال عائلات سياسية ورجال أعمال جزائريين يشكلون لوبي مسجد باريس الكبير الداعم لخطة الجزائر في استعادة نفوذها على مركز القرار الفرنسي والنخبة الفرنسية.