العرايشي و استراتيجية الإعلام العمومي: بين الجمود و التجاهل للبعد الاجتماعي

العرايشي و استراتيجية الإعلام العمومي: بين الجمود و التجاهل للبعد الاجتماعي

 

يتصدر فيصل العرايشي مشهد الإعلام العمومي في المغرب منذ أكثر من 25 عامًا، دون أن يتمكن من تحقيق تغييرات نوعية تُذكر. و مع مشروع توحيد القنوات العمومية تحت مظلة هولدينغ إعلامي، تتصاعد التساؤلات حول قدرة هذه القيادة، التي أثبتت فشلها في الماضي، على إدارة هذا التحول الحساس.

سياسة إقصائية و غياب للبعد الاجتماعي

من بين الأسباب الرئيسية لفشل سياسة العرايشي حسب  مصادر نقابية أنه يعمل خارج الإطار المؤسسي المتعارف عليه في الشركات و المؤسسات العمومية. إذ يغيب البعد الاجتماعي بشكل شبه كامل في قراراته، سواء تلك المتعلقة بالموارد البشرية أو بتسيير الشركة ككل.

إقصاء النقابة الأكثر تمثيلية:

واشارت ذات المصادر ان العرايشي يتخذ قراراته بشكل أحادي، دون إشراك النقابة الأكثر تمثيلية داخل الشركة. هذا الإقصاء الدائم يعكس غياب ثقافة الحوار الاجتماعي، الذي يُعد ركيزة أساسية لضمان استقرار الموارد البشرية و نجاح أي تحول هيكلي.

غياب نظام داخلي للشركة:

وعند البخث نجد انه من المفارقات الصادمة أن الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة، التي تُعد من أهم المؤسسات الإعلامية في البلاد، لا تتوفر على نظام داخلي مؤسس يحدد الحقوق و الواجبات للعاملين. هذا الفراغ التنظيمي يُضعف الشركة و يؤدي إلى تهميش العاملين و تركهم دون حماية قانونية واضحة.

انعدام الحوار القطاعي:

وتؤكد ذات المصادر انه لا توجد أي آليات منتظمة للحوار القطاعي داخل الشركة، و هو ما أدى إلى تراكم مشاكل الموارد البشرية و تفاقمها. حتى مشروع التحول إلى هولدينغ إعلامي لم يُناقش مع النقابة الأكثر تمثيلية، خاصة فيما يتعلق بمصير العاملين و الضمانات التي تحفظ مكتسباتهم.

الملفات العالقة و تماطل التنفيذ

لم تكن فترة قيادة العرايشي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة خالية من الإخفاقات تشير ذات المصادر  إذ تراكمت الملفات العالقة التي لم يتم تسويتها بعد، بعضها يعود إلى مرحلة ما قبل تحويل الإذاعة و التلفزة إلى شركة سنة 2006. و رغم المصادقة على العديد من القرارات في المجلس الإداري، فإن تنفيذها يواجه تماطلًا مستمرًا يعكس غياب إرادة حقيقية لإصلاح الأوضاع.

مشروع التحول: خطوة ناقصة؟

في الوقت الذي يُفترض أن يكون مشروع توحيد القنوات فرصة لإصلاح الإعلام العمومي، فإن غياب إشراك العاملين وممثليهم يعرض هذا المشروع لخطر الفشل. الموارد البشرية هي عماد أي تحول ناجح، و إقصاؤها من النقاش يُظهر أن القيادة الحالية لم تستوعب دروس الماضي.

المطلوب: قيادة جديدة ورؤية شاملة

وتطالب قيادات نقابية انه إذا كانت الدولة جادة في هذا التحول، فإن تغيير القيادة الحالية يُعد خطوة أساسية لضمان نجاحه.

قيادة جديدة برؤية مبتكرة:
تحتاج المرحلة إلى شخصية تمتلك رؤية استراتيجية، تؤمن بأهمية البعد الاجتماعي والحوار مع جميع الأطراف.

معالجة الملفات العالقة:
يجب أن تكون البداية بتسوية الملفات العالقة، التي تعود إلى سنوات طويلة، لضمان استعادة الثقة بين العاملين والإدارة.

إرساء نظام داخلي واضح:

ينبغي للشركة أن تُسرع في وضع نظام داخلي يضمن حقوق العاملين و يحدد مسؤولياتهم بشكل شفاف.

خلاصة القول حسب قيادات نقابية ان قيادة فيصل العرايشي للإعلام العمومي طيلة عقود لم تقدم أي تحول حقيقي يخدم مصالح المغاربة، بل كرست واقعًا من الإقصاء والجمود. فإذا أرادت الدولة إنجاح مشروع توحيد القنوات، فإن التغيير يبدأ من الأعلى: قيادة جديدة قادرة على تجاوز أخطاء الماضي، وتحقيق إعلام عمومي يليق بالمغرب و المغاربة.

admin

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *