ندوة بسلا من اجل خارطة طريق نحو تراث وطني عالمي

ربيعة اعنينو
نظمت جمعية أوراش والثقافات، يوم الجمعة 14 فبراير 2025، ندوة بقاعة الجماعة الحضرية باب بوحاجة بسلا، تحت شعار “الترافع من أجل تصنيف سلا تراثًا عالميًا”، وذلك في إطار جهود المجتمع المدني للحفاظ على الموروث الثقافي والفني للمدينة.
شهدت الندوة حضور شخصيات بارزة، من بينها السيد نور الدين الأزرق، رئيس مجلس عمالة سلا، والسيد محمد النجار، نائب رئيس مجلس جماعة سلا المفوض له قطاع الثقافة، إلى جانب نخبة من الباحثين والمهتمين بالتراث، إضافة إلى فعاليات جمعوية وثقافية تسعى للنهوض بالهوية السلاوية وتعزيز مكانتها التاريخية.
تناولت الندوة محورين:
أهمية تصنيف سلا تراثًا وطنيا
المرافعة من اجل سلا تراث عالمي
إنطلقت بعرض شريط وثائقي جميل جدا من إعداد مجلس عمالة سلا حول زاوية النساك التاريخية بسلا التي بناها أبو عنان فارس المريني سنة 1356م وتعد من أقدم الزويا بمدينة سلا المغربية وأكثرها بهاء ورونقا تم إعدادها للغرباء، ولمن اضطر إلى المبيت بها من التجار وغيرهم، وجعلت للتصدق على المساكين بالطعام يوميا.
بعد ذلك اخد الكلمة الدكتور نور الدين الأزرق رئيس مجلس عمالة سلا Conseil Préfectoral de salé الذي أشار للمكانة المهمة التي تضطلع بها المدينة ضمن المدن العتيقة بالمغرب و ما تزخر به من فضاءات تغري الزوار، المغاربة والأجانب ، مشيرا في السياق ذاته لما تضمه المدينة من معالم تاريخية منتشرة على امتداد تراب المدينة والتي تحتاج الى لمسات فنية واهتمام خاص من أجل إعادة الاعتبار لها كما كان الشأن في عدة مواقع تاريخية كزاوية النساك ومواقع تاريخية أخرى حيث كان لمجلس عمالة سلا لمسته الخاصة بهذا الخصوص منوها في ذات الشأن بالتحاوب الكبير الذي يبديه السيد عمر التويمي عامل عمالة سلا مع المشاريع التي من شأنها النهوض بالمقومات الاجتماعية والثقافية لمدينة سلا .
محمد النجار ، نائب رئيس جماعة سلا المفوض في القطاع الثقافي شدد على ضرورة العمل من أجل إدراج مدينة سلا ضمن قائمة التراث العالمي واصفا جاذبيتها وطابعها الساحر وعبق التاريخ الذي يفوح بين دروبها وأزقتها مشيرا إلى ضرورة إبراز غنى وتنوع التراث المعماري والحضري الذي تزخر به المدينة فضلا على ضرورة زيادة الوعي بأهمية صون مقومات المدينة التاريخية والحفاظ عليها، ليس فقط باعتبارها علامة على تعلقنا بتراثنا وتاريخنا، بل أيضا وفي المقام الأول باعتبارها جزءا لا يتجزأ من مستقبلنا و بذل مجهودات كبيرة من قبل جميع الفاعلين ، سواء على المستوى المفاهيمي والتوعوي، أو على المستوى العملي لصون هذا الإرث والحفاظ عليه.
من جانبها أشارت “حنان حمودا” أستاذة الأنثروبولوجيا والسوسيولوجيا بشعبة علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- جامعة محمد الخامس بالرباط من خلال مداخلتها الى ضرورة الحفاظ على التراث المادي واللامادي للمدينة كونهما يشكلان عنصرا مهما من ثقافة البشرية عموما .
وعرجت في كلامها ان الاشكالات هي متشابكة ومرتبطة ومتشابهة بين مجموعة من المدن التاريخية ذات الطابع التراثي مكناس فاس الصويرة سلا وغيرها،غير ان بعض المدن استطاعت التجاوب مع الاكراهات وتطوير صيرورتها مع النمو الديمغرافي وهو مايجب على مدينة سلا ان تعمل من اجله بحكم مليونية ساكنتها واشكالاتها المتعددة.
وفي تدخلها اشارت بنت سلا السيدة نوال بنسعيد زنيبر الى ان سلا تفتقر للرمزية في اشارة الى غياب منهجية واضحة للتعريف بالتراث السلاوي مقارنة مع مدن وطنية مثل مراكش وعالمية مثل غرناطة.
وشكل اللقاء عموما مناسبة لتقاسم المعلومة بين كل المتدخلين، وتقييم تجارب الفاعلين من جمعيات و مؤسسات ومجتمع مدني، الذين عبروا وأبرزوا من خلال مداخلاتهم تجليات السياسات التدبيرية للتراث الثقافي، معتبرين أن قضايا حماية التراث والتوعية به هي قضايا محورية وترتبط بهوية المواطن المغربي عموما .
و لعل ما ميز هذه الندوة هو النقاش المثمر و الجاد حيث طرح المشاركون و المشاركات أسئلة حول سبل التحديات التي تواجه المحافظة على المواقع والمعالم التاريخية بمدينة سلا و ضرورة تكثيف هذا النوع من اللقاءات ونشرها وتقاسمها مع الجمهور لتوظيف الثروة البشرية في بناء صورة إيجابية عن مدننا ونقل المضمون للجميع .
كما دعت جمعية نجمة للبيئة إلى العمل على الحفاظ على السقاية وحمايتها من الاندثار، من خلال جهود مشتركة بين مختلف الفاعلين، بما في ذلك السلطات بمختلف اصنافها والمجتمع المدني فبإمكاننا جميعاً العمل معاً للحفاظ على هذا التراث الثمين وتعزيزه لصالح الأجيال القادمة.
التوصيات
العمل على ادراج مواقع سلا الاثرية ضمن التراث الوطني
وضع استراتيجية للمرافعة من اجل سلا تراث عالمي
المرافعة من اجل ادراج دور الشمع تراث عالمي
العمل من اجل أرشيف سلا التاريخي
احداث دوريات خاصة للشرطة السياحية بالمناطق الاثرية السلاوية
احداث فريق نظافة متخصص ومركز بالمناطق الاثرية السلاوية
احداث مرافق صحية بالمناطق الاثرية السلاوية
مضاعفة الجهود في مواضيع الحملات التحسيسية بالمناطق الاثرية السلاوية و احداث منح تحفيزية للجمعيات
فتح المسجد الأعظم بسلا
مجانية زيارة بالمناطق الاثرية السلاوية للجمعيات
التعريف بالمناطق الاثرية السلاوية للساكنة خارج الاسوار