*الذكاء الاصطناعي: رهان المغرب نحو المستقبل الرقمي الشامل**

*الذكاء الاصطناعي: رهان المغرب نحو المستقبل الرقمي الشامل**

 

 

 

 

شهدت مدينة طنجة بين 21 و23 ماي 2025 انعقاد الدورة السابعة للمؤتمر الدولي للأنظمة الذكية من أجل التنمية المستدامة **AI2SD’2025**، بقيادة البروفيسور مصطفى الزياني، أحد أبرز الخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات. وجاءت هذه النسخة لتعكس الطموح المغربي المتزايد نحو تعزيز مكانته كمركز رائد في الابتكار الرقمي، مستفيدةً من التطورات السريعة التي يشهدها هذا المجال عالميًا.

**الرؤية الاستراتيجية للمؤتمر**
لقد تجاوز **AI2SD’2025** كونه مجرد لقاء علمي، إذ تحول إلى منصة فاعلة تجمع مختلف الفاعلين في المجال: باحثون، مبتكرون، صناع القرار، وشباب طموح يسعى للاندماج في الاقتصاد الرقمي الجديد. ولعل ما ميّز هذه النسخة هو التركيز على إدماج الذكاء الاصطناعي في القطاعات ذات الأولوية للمغرب، خاصة الفنون والثقافة، حيث أصبحت التقنيات الحديثة أداةً أساسية لتطوير الصناعات الإبداعية وتعزيز الهوية الوطنية في العصر الرقمي.

إلى جانب ذلك، لم تغفل النقاشات أحد القضايا المحورية في المشهد التقني والاجتماعي، وهي **إدماج الأشخاص في وضعية إعاقة** ضمن الثورة الرقمية. فقد خصّص المؤتمر مساحة كبيرة لمناقشة الابتكارات التكنولوجية التي تساهم في تحسين جودة حياتهم، سواء عبر أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة أو حلول تفاعلية تتيح لهم فرصًا أوسع للاندماج الاجتماعي والاقتصادي.

**الابتكار في خدمة التنمية**
ومن بين المبادرات اللافتة خلال المؤتمر، كانت **المسابقة الوطنية للمشاريع المبتكرة**، التي شهدت مشاركة واسعة من الشباب الجامعي ومراكز البحث والمؤسسات الناشئة، حيث تقدّم 376 مشروعًا، تأهل منها 120 للمرحلة النهائية، في تأكيد واضح على الدينامية المتزايدة في مجال الابتكار الرقمي بالمغرب. هذا الزخم يعكس استعداد البلاد لاحتضان جيل جديد من التقنيين والمبتكرين، قادر على توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية المستدامة.

**نحو مغرب رقمي واعد**
لقد شكّل **AI2SD’2025**، الذي نُظّم بشراكة استراتيجية مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة–تطوان–الحسيمة، محطةً هامةً لاستشراف مستقبل الذكاء الاصطناعي في المغرب، حيث استقطب أكثر من 500 خبير ومؤسساتي، إلى جانب أزيد من 50,000 زائر افتراضي، مما يعكس الاهتمام المتزايد بهذا المجال.

المؤتمر لم يكن مجرد تجمع علمي، بل خطوة عملية نحو بناء بيئة رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي كقوة محركة للتنمية المستدامة. إنه إثبات بأن المغرب لا يكتفي بمتابعة التطورات التكنولوجية، بل يسهم بشكل فاعل في صناعتها ورسم مستقبلها بما ينسجم مع أولوياته الوطنية وتطلعاته التنموية.

admin

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *