منتدى أستانا الدولي صناعة اليقين الجيوسياسي

منتدى أستانا الدولي صناعة اليقين الجيوسياسي

 

وحيد بنسعيد

في عصرٍ يسوده عدم اليقين الجيوسياسي، وتغير المناخ، وعدم الاستقرار الاقتصادي، لم يكن التعاون الدولي أكثر أهميةً من أي وقتٍ مضى، وتتقدم القوى بشكل سريع  مهامًا كانت حكرًا على القوى العظمى في العالم.

في هذا المشهد المليء بالتحديات، تلعب كازاخستان دورًا فريدًا في ربط الشرق والغرب، مُسهِّلةً الحوار والتبادلات عالميًا.

وخلال  منتدى أستانا الدولي 2025، الذي استقبل حوالي 5000 مندوب من أكثر من 50 دولة، يومي 29 و30 مايو 2025، في العاصمة الكازاخستانية. وتحت شعار “تواصل العقول، ورسم ملامح المستقبل”. الحدث  الدولي ركز على السياسة الخارجية والطاقة والتمويل، سعيًا منه إلى إلهام حوار عابر للحدود وحلول تعاونية لبعض أكثر القضايا إلحاحًا التي تواجه عالمنا اليوم.

من جهة أخرى تتميز تتمتع كازاخستان بموقع استراتيجي في قلب أسيا، تحدها روسيا شمالاً، والصين شرقاً، وقيرغيزستان وأوزبكستان وتركمانستان جنوباً، وبحر قزوين غرباً، مما يضعها على مفترق طرق للمصالح الجيوسياسية الرئيسية وديناميكيات التجارة العابرة للقارات.

وتعد السياسة الخارجية متعدد الاتجاهات للبلاد الأولوية للتعاون مع شركائها الدوليين، بما في ذلك جيرانها وغيرهم وقد صرح رومان فاسيلنكو، نائب وزير خارجية كازاخستان: “باستغلال موقعنا الجغرافي والاستراتيجي، تعزز كازاخستان مساهمتها في تعزيز التجارة العالمية، وتوطيد العلاقات الاقتصادية، ودعم النمو المستدام محلياً وإقليمياً”.

تُبرز المشاركة الفعّالة للصين في الممرات التجارية الرئيسية، بما في ذلك مبادرة الحزام والطريق (BRI) وطريق النقل الدولي عبر بحر قزوين (TITR)، المعروف أيضًا باسم الممر الأوسط، دورها في تعزيز العلاقات التجارية والدبلوماسية بين الشرق والغرب. في عام 2024، ارتفع حجم البضائع المنقولة عبر الممر الأوسط بنسبة 62% ليصل إلى 4.5 مليون طن، ومن المتوقع أن تصل طاقته الإنتاجية السنوية إلى 10 ملايين طن بحلول عام 2027.

تُنقل أكثر من 80% من البضائع القادمة من الصين وآسيا الوسطى والمُتجهة برًا إلى أوروبا عبر كازاخستان، مما يعكس دورها كمركز عبور رئيسي في التجارة الأوراسية. وانطلاقًا من هذا الزخم، تهدف كازاخستان إلى مواصلة مساهمتها في التنمية الإقليمية والعالمية، وبناء جسور التواصل بين القارات والثقافات والأمم.

كما سعت الدولة الكازاخية  إلى تعزيز حضورها الدولي من خلال مبادرات متعددة الأطراف، مثل إطار عمل آسيا الوسطى بلس، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي. يقول فاسيلنكو: “يتجه الخطاب السائد حول آسيا الوسطى نحو منطقة أكثر تعاونًا”، مضيفًا أن التحديات المشتركة، مثل مكافحة الاحتباس الحراري وضمان النمو الاقتصادي المستدام، تلعب دورًا موحدًا.

admin

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *