منتدى أستانا الدولي 2025.. كازاخستان بين أفضل 25 دولة في التحول الرقمي عالميًا

أستانا – حققت كازاخستان قفزات نوعية في مجال التحول الرقمي، حيث صنّفتها الأمم المتحدة في المرتبة 24 عالميًا في مؤشر تنمية الحكومة الإلكترونية (EGDI)، وفي المرتبة الثامنة في تقديم الخدمات عبر الإنترنت. كما ارتفعت صادراتها من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى 306 ملايين دولار في النصف الأول من عام 2024، مع توقع بلوغ 600 مليون دولار نهاية العام، وهو ما يمثل نموًا بنحو 20 ضعفًا خلال خمس سنوات. وتطمح البلاد إلى تحقيق مليار دولار من العائدات بحلول 2026، عبر تقديم خدمات رقمية إلى 86 دولة.
ومن جانبه أكد سعادة زهاسلان مادييف، وزير التنمية الرقمية والابتكار وصناعة الفضاء في جمهورية كازاخستان، خلال حوار على هامش منتدى أستانا الدولي المنعقد حاليا في العاصمة الكازاخية، أن بلاده تقدمت على دول مثل تركيا، فرنسا، الصين، وكندا في مؤشر الحكومة الإلكترونية، وتصدرت دول رابطة الدول المستقلة، متقدمة على روسيا وأوزبكستان وأرمينيا. وتُعد الأولى بين الدول غير الساحلية في مؤشر تنمية البنية التحتية للاتصالات (0.9009)، وارتفعت 23 مركزًا في مؤشر TII لتحتل المرتبة 41 عالميًا.
وعلى صعيد القدرات الكازاخستانية، أشار الوزير بان بلاده تحتل مرتبة من بين أفضل عشر دول في الصناعة الرقمية، ولديها منصة “أون هوب” التي تُعد موطنًا للشركات الناشئة، بما في ذلك الشركات التي الجديدة التي تستفيد من مزايا الضريبية الصفرية، منبها إلى العملات المشفرة ودور كازاخستان في تعزيزها محليا وعالميا، حيث تعمل أكثر من ستين شركة تعدين وخمسة أو سبع تجمعات تعدين في كازاخستان.
وأضاف:” لذلك نرى أن التشريعات المتعلقة بالأصول الرقمية التي قدمناها قبل عدة سنوات تُساعد حقًا في لجوء الجهات المتخصصة إلى الانضمام إلينا، حيث تتوفر البيئة الصديقة للعملات المشفرة من خلال تعديل القوانين، وظهور وكلاء العملات المشفرة في متاجر البورصات وتداول بطاقات العملات المشفرة”.
وحول الأولويات الرئيسية للمرحلة القادمة في كازخستان، قال الوزير: “لقد أصبحنا من بين أفضل 24 دولة من حيث مؤشر التنمية الحكومية، وفقًا للأمم المتحدة، وعشر دول من بين أفضل 10 دول، في تقديم الخدمات عبر الإنترنت، حيث لدينا أكثر من 90% من الخدمات العامة متاحة عبر الإنترنت، وحوالي 90% من المعاملات غير النقدية”.
من جهة أخرى، وعلى هامش منتدى أستانا الدولي، وقّعت وزارة التنمية الرقمية والابتكار وصناعة الفضاء في كازاخستان اتفاقية مشتركة مع ميتا ومركز تكنولوجيا البلوك تشين والذكاء الاصطناعي يوم الخميس لتطوير برنامج مسرّع ميتا LLaMA في كازاخستان.
وتهدف الاتفاقية إلى إبراز الإمكانات التكنولوجية لكازاخستان في مجال الذكاء الاصطناعي، وتطوير حلول مفتوحة المصدر من نموذجي Llama وKazLLM، وتطبيق منتجات الذكاء الاصطناعي لتلبية الأهداف العملية للقطاع العام والشركات، بالإضافة إلى دعم الشركات الناشئة والفرق الشابة من خلال برامج مسرّعات الأعمال والتوجيه الدولي.
وفي الوقت نفسه قال الوزير مادييف أنه من المقرر الإعلان قريبًا عن فتح باب التقديم لبرنامج مسرّع ميتا لاما في كازاخستان، مشيرا إلى إعلان الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف عن إنشاء منطقة تجريبية للابتكار تُعرف باسم “مدينة التشفير” في كازاخستان.
ميز في الخدمات الرقمية
تُقدم في كازاخستان حاليًا 95% من الخدمات الحكومية عبر الإنترنت، منها 86% متاحة عبر الهواتف الذكية. كما حصدت كازاخستان جوائز دولية مرموقة، مثل مشروع SDU الذي أوصى به برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للتطبيق في دول أخرى. وتبنت الحكومة مبادرات متقدمة كـ”بطاقة الأسرة الرقمية” التي تعتمد على البيانات الضخمة من 93 قاعدة بيانات حكومية، لتقديم مساعدات اجتماعية استباقية.
تحول رقمي سياسي وتنظيمي
كما يرتبط التحول الرقمي في كازاخستان أيضًا بالمجال السياسي، من خلال تعزيز الثقافة السياسية الرقمية وتوفير أدوات حكم إلكتروني شفافة. ويُعد مثال تسجيل المواليد رقميًا دون الحاجة للحضور الشخصي من أبرز الأمثلة على كفاءة الخدمات.
بيئة تشريعية وابتكارية داعمة
وأكد الوزير بأن كازاخستان دعمت تحوّلها الرقمي من خلال تشريعات ملائمة ونمو سريع في منظومة الشركات الناشئة، حيث يعمل أكثر من 1500 مشروع في “أستانا هاب” بمجالات تشمل التجارة الإلكترونية، والبيانات الضخمة، والتكنولوجيا الطبية، وغيرها. وتستهدف الحكومة جعل قطاع تكنولوجيا المعلومات محركًا رئيسيًا للاقتصاد، مع شراكات دولية مثل Google Accelerator.
المرحلة الرابعة من الحكومة الإلكترونية
وقال:”تسعى كازاخستان الآن إلى التحول إلى “حكومة إلكترونية تحويلية”، تقدم خدمات رقمية استباقية تغطي أكثر من 1000 خدمة، تشمل مساعدات الطوارئ والحد من الوصول لمواقع المراهنات، من خلال تطبيق eGov Mobile الذي سهّل تقديم 35 مليون خدمة خلال النصف الأول من 2024.”
كما عززت كازاخستان البنية التحتية الرقمية عبر توصيل أكثر من 1200 مستوطنة و3700 مؤسسة حكومية بشبكة الألياف الضوئية، وتركيب 918 محطة لشبكة الجيل الخامس في 20 مدينة، وتوفير الإنترنت لـ4800 منطقة ريفية، ما ساهم في تحسين جودة الخدمة ومكافحة الاحتيال.
استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي
أطلقت كازاخستان استراتيجية وطنية لتطوير الذكاء الاصطناعي للفترة 2024–2029، وافتتحت مركز Alem.AI في متحف نور عالم، كما أنشأت لجنة خاصة لتطوير بيئة الذكاء الاصطناعي وضمان الاستخدام الآمن للتكنولوجيا وتنمية الكفاءات البشرية.
وتوسعت كازاخستان في شراكاتها الدولية في مجالات تكنولوجيا المعلومات والفضاء، مثل التعاون مع البنك الدولي، Alchemist، وSilkRoad Innovation Hub، لدعم الشركات الناشئة، خاصة في قطاعات الصحة والتعليم والسياحة والتعدين. كما افتتحت مكاتب تمثيلية في جنوب شرق آسيا والرياض لتعزيز دخول الأسواق.
وبلغت تغطية كازاخستان بالخرائط الرقمية بمقياس 1:25000 نحو 85.6%، مع خطط لزيادتها إلى 92.5% بنهاية 2024، ضمن جهود تعزيز البنية التحتية الجغرافية.
من جهة أخرىو قال الوزير مادييف: “أن التعاون بين الإمارات وكازاخستان يتطور بشكل مضطرد وبتقدم ملحوظ مشيرا الى الإعلان مؤخرا عن إنشاء مجمع تكنولوجيا معلومات مشترك في دبي جنبا إلى جنب مع المشاركة في العديد من المنتديات والمعارض الدولية، حيث تعرض بلاده بشكل مشترك الشركات الكازاخية الناشئة ومنها التكنولوجية”.
وقال الوزير: “نتيجة لتبادلنا المستمر للخبرات، نعمل على إنشاء صناديق استثمارية مشتركة ونستثمر بشكل مشترك في الاقتصادات، موضحا: “نحن في تواصل دائم مع الجهات المختصة في دولة الإمارات وتحديدا إماراتي أبو ظبي ودبي، حيث نبحث وسائل وطرق تعزيز خدمات الاتصالات عبر الحدود، وإيصال خدمات شركات تكنولوجيا المعلومات إلى السوق العالمية، وتوسيع التعاون العملي بين المجمعات التكنولوجية في بلدينا”.
وأشار الوزير إلى توقيع وتبادل عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين جهات ومؤسسات من القطاعين العام والخاص في كلا البلدين، وذلك في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتطوير المدن الذكية ومراكز البيانات، وحماية المعلومات، والموانئ والخدمات اللوجستية، والتعليم، والزراعة، والمنتجات الغذائية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
وقّعت شركة AIQ اتفاقيات استراتيجية مع شركات كازاخية مثل “كازاخ غاز” و”سامروك كازانيا” لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاعي النفط والغاز، ودعم التحول الرقمي.
شركة “بريسايت” تعاونت مع وزارة التنمية الرقمية الكازاخستانية لتأسيس مراكز بيانات عالية الأداء وتزويد البلاد بحواسيب متقدمة (NVIDIA H200)، دعماً لمشروع “المدينة الذكية” في أستانا.
“مصدر” وقّعت اتفاقات لبناء محطة رياح بقدرة 1 جيجاواط في جامبيل، ومشاريع كهرباء تعمل على مدار الساعة، إلى جانب مشاريع لتخزين الطاقة بسعة 2 جيجاواط.
تعاون بين “موانئ أبو ظبي” وشركات كازاخية لتطوير محطة بحرية متعددة الأغراض في ميناء كوريك وتوسيع الأسطول البحري في بحر قزوين، إلى جانب اتفاقيات لتعزيز التجارة البحرية والاستثمار اللوجستي.
مجموعة “كيزاد” وقعت مذكرات تفاهم لتطوير التعاون مع جهات اقتصادية كازاخية.