المبادرة الأطلسية الملكية،فرص التنمية والمخاطر الأمنية، موضوع ندوة علمية بسلا

في إطار انخراطها المستمر في مواكبة النقاش العمومي حول القضايا الوطنية الكبرى،نظمت جمعية الأهداف النبيلة اليوم بسلا ندوة علمية تحت عنوان: “المبادرة الملكية الأطلسية: فرص التنمية والمخاطر الأمنية”،
وسلط اللقاء، الذي احتضنه المركز الثقافي سعيد حجي والذي عرف حضور ثلة من الخبراء والباحثين، الضوء على المبادرة الأطلسية لجلالة الملك، الرامية إلى تعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، لتسهيل ومشاركتها في التجارة الدولية وتحفيز التعاون الاقتصادي والأمني بالمنطقة، بفضل الموقع الاستراتيجي للمملكة كجسر يربط بين بلدان القارة الإفريقية وباقي دول العالم.
كما تسعى الرؤية الملكية، وفق السيد عبد العزيز ملوك رئيس مركز الأهداف النبيلة، إلى تعزيز العلاقات التاريخية التي تربط المغرب بالبلدان الإفريقية، والمساهمة في إعادة تشكيل مشهد جيوستراتيجي جديد للقارة الإفريقية برمتها لفتح آفاق جديدة للتعاون والتنمية المستدامة بين دول القارة.
وفي كلمة له بالمناسبة، أبرز السيد عبد العزيز ملوك دور الدبلوماسيه الموازية، في التعريف بمزايا وأهداف المبادرة الملكية الأطلسية، مشيرا إلى أن موضوع هذا اللقاء يندرج في إطار إبراز التعاون البيني الذي تدعو إليه المملكة لتعزيز الاندماج مع البلدان المطلة على المحيط الأطلسي.
من جهته، شدد الدكتور الحسن عبيابة الوزير السابق وأستاذ التعليم العالي في معرض تذكيره بالبعد التاريخي والانتماء الجغرافي للمملكة وارتباطها بببلدان القارة الإفريقية.
ولفت الدكتور مصطفى بن علي الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية إلى أن الهدف من هذا اللقاء يكمن في إبراز وجاهة وسمو المبادرة المغربية للحكم الذاتي، داعيا إلى جعل الأقاليم الجنوبية منصة حقيقية للاندماج الإقليمي تشمل الفضاءين الإفريقي والأطلسي.
وبدوره، أكد الدكتور محمد بودن أستاذ التعليم العالي ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية على مقاربة الحزم التي ينهجها المغرب على الصعيد الدبلوماسي، وهو ما أثمر نتائج ملموسة، موضحا أن هذه السياسة مكنت المملكة من الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية رغم الخلافات القانونية مع الاتحاد الأوروبي.
كما تطرق الدكتور موسى المالكي أستاذ التعليم العالي ورئيس شعبة الجغرافية السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط إلى التوجه الجيوسياسي الجديد للمغرب من خلال اقتراح مصطلح “الاقتصاد الأزرق أو اقتصاد المحيطات ”، الذي يكرس ويبرز الموقع الجيوستراتيجي للمملكة كملتقى طرق بين إفريقيا وباقي القارات الخمس، بفضل موقعها كمحور رئيسي وأساسي لتطوير التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية والتجارية العابرة للقارات.
عبد الصمد ناصر، الإعلامي تطرق بدوره إلى دور الإعلام في مواكبة النقاش العمومي حول القضايا التي تهم ارتباط المملكة المغربية ببلدان القارة الإفريقية من خلال احداث قنوات فضائية موجه لشعوب القارة الإفريقية.
ومن جهته أكد الإعلامي علي الأنصاري، رئيس مركز تومبوكتو للدراسات الاستراتيجية على دور إمارة المؤمنين في تعزيز الروابط الدينية والثقافية بين بلدان شعوب القارة الإفريقية والمملكة المغربية.
وشكلت هذه الندوة محطة جديدة لتعميق النقاش حول الرؤية الملكية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس ، وما تتيحه من فرص استراتيجية لتنمية الجنوب المغربي، وتعزيز انفتاح المملكة على عمقها الإفريقي الأطلسي، في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والجيوسياسية المتزايدة التي تعرفها منطقة الساحل والصحراء.