مجزرة فبراير 2021 حي الرحمة بسلا.. تأييد الحكم بالمؤبد في حق قاتل افراد عائلته

الجريمة البشعة التي خلفت مقتل ستة أشخاص بينهم امرأة وطفل ورضيع وأسفرت الأبحاث عن الاشتباه في ارتكاب شقيق رب الأسرة الضحية للجريمة.
أنهت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالرباط، في وقت متأخر من مساء الخميس، ملف مرتكب مجزرة حي الرحمة بسلا، التي خلفت مقتل ستة أشخاص وحرق جثثهم، حيث أيّدت حكم السجن المؤبد الذي أدين به المتهم قبل سنتين تقريبا بالمحكمة نفسها.
هذا وقد منحت الهيئة القضائية الكلمة الأخيرة للمتهم، وهو مهاجر بإسبانيا، حيث أصر على إنكار تهمة القتل الموجهة إليه قبل أن تدخل الهيئة الملف للمداولة وتصفعه بعد ساعتين تقریبا بتأييد حكم السجن المؤبد الصادر في حقه ابتدائيا من طرف الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بالمحكمة نفسها.
كانت الأبحاث والخبرات المنجزة على هواتف المهاجر المتهم بقتل ستة أشخاص من عائلته قد كشفت عن تهديدات مسجلة بصوته، تتوعد بقتل الضحايا، وهو ما حدث بعدها بأيام فقط بعد تسجيل جريمة قتل ستة أشخاص دفعة واحدة وحرق جثثهم بشكل بشع.
وكانت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، قد أدانت المتهم في يوليوز 2024، بالسجن المؤبد وغرامة مليون درهم، وذلك على خلفية ارتكابه جريمة قتل وحشية خلفت مقتل ستة أشخاص من عائلته بحي الرحمة بسلا وحرق جثثهم بالكامل.
وحسب ما يروح من تفاصيل فقد كان المهاجر المغربي، الذي تسلمته السلطات المغربية من نظيرتها الإسبانية في ماي من سنة 2022، قد واجه شهودا وأفرادا من عائلات الضحايا حيث أجمعوا على وجود خلافات عائلية حادة بسبب نزاع حول ملكية عقار وأراض فلاحية بالغرب، وتحديدا بضواحي مشرع بلقصيري، كما نفوا معرفتهم بأي تفاصيل حول مرتكب الجريمة البشعة في حق أهاليهم بسلا.
وسألت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية المتهم حول الاتهامات المنسوبة إليه وارتباطها بتفاصيل الجريمة ونتائج الأبحاث التمهيدية والتفصيلية المنجزة في الملف، فضلا عن ارتباطها بنتائج الخبرات التقنية المنجزة حول الهواتف وجواز السفر وتنقلات المهاجر المشتبه فيه، وطوال فترة الاستنطاق وجلسات المحاكمة السابقة التزم المتهم بالإنكار، حيث نفى ارتباطه بكل التهم المنسوبة إليه مشددا على أنه كان يتواجد خارج الوطن عند وقوع الجريمة.
وكانت السلطات الإسبانية، سلمت مرتكب مجزرة حي الرحمة بسلا إلى القضاء المغربي من أجل محاكمته وفك كل الألغاز والملابسات المرتبطة بهذه الجريمة الخطِرة التي استأثرت باهتمام بالغ من لدن الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية منذ ارتكابها في فبراير من سنة 2021، وتابع قاضي التحقيق المتهم بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وإضرام النار في مسكن واستعمال أساليب وحشية لتنفيذ الجريمة البشعة في حق الضحايا، بعدما نجحت سنة 2021 بناء على معلومات استخباراتية دقيقة لنظيرتها المغربية، في إيقاف المعني، وهو مهاجر مغربي مزداد سنة 1963 بمدينة مشرع بلقصيري ويشتغل بإحدى شركات الغاز بالديار الإسبانية.