الأولى منذ 5 سنوات.. قمّة فرنسية بريطانية في الإليزيه
عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في باريس في قمة تهدف إلى تجديد التحالف “الأساسي” بين فرنسا والمملكة المتحدة بعد سنوات من الخلافات. ويجتمع الثنائي في قصر الإليزيه الرئاسي في أول قمة بريطانية فرنسية منذ 5 سنوات، بعد أن أصبح سوناك رئيسا للوزراء.
وتطرق الجانبان إلى ملف الأزمة في أوكرانيا حيث “حذر” رئيس الوزراء البريطاني الصين مما أسماه “البقاء خارج الصراع بين أوكرانيا وروسيا”، مُصرّحًا بأن الأمن في أوروبا “مرتبط بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ”. ومن المتوقع أن يتبنى سوناك وماكرون تعهدا بمزيد من الدعم لأوكرانيا والأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وقالت لندن إن ماكرون وسوناك سيعلنان عن “تنسيق متزايد في توريد الأسلحة لأوكرانيا وتدريب” الجنود الأوكرانيين حتى يكون “آلاف آخرون” مستعدين للقتال. لكن اهتمام الجانبين سينصب بشكل كبير أيضا على القضايا الثنائية الخلافية، إذ صرح الجانب البريطاني بأنه سيولي الاهتمام لمحاربة الهجرة السرية التي تشكل مصدر توتر بين ضفتي نهر المانش.
وتتفاوض باريس ولندن الجمعة على “تعزيز” تعاونهما في هذا الإطار، ولا سيما للسيطرة على موجات تدفق المهاجرين من فرنسا في إطار معاهدة ساندهرست الموقعة في 2018 واتفاقية جديدة أبرمت في نوفمبر. وتأمل رئاسة الحكومة البريطانية في “مواصلة تعزيز الدوريات” من أجل “وقف مزيد من القوارب” والعمل “مع الفرنسيين لمنع عمليات العبور والخسائر في الأرواح في المانش”، بينما وصل أكثر من 45 ألف مهاجر بشكل غير قانوني إلى السواحل الإنكليزية في 2022 في زوارق هشة.
من جهة أخرى، سيتم إبرام “شراكة إستراتيجية” حول الطاقة النووية واستثمارات متقاطعة أعلنت عنها شركات من البلدين إلى جانب القضية المشتركة المتمثلة في إزالة الكربون من الاقتصاد لمكافحة الاحتباس الحراري.
ويعتبر الجانبان الآن أن هناك فرصة لإعادة “الوفاق الودي” بين القوتين النوويتين في أوروبا الغربية. وقال سوناك، في بيان متأخر من يوم أمس الخميس، إن “تاريخ بريطانيا العميق وقربها والتوقعات العالمية المشتركة تعني أن الشراكة القوية بين المملكة المتحدة وفرنسا ليست فحسب ذات قيمة، بل إنها ضرورية”.