المجاعة تهدد مخيمات تندوف و مئات الشباب يستعدون للعودة الى المغرب
يبدو أن الأيام الأولى للشهر الفضيل كانت قاسية على الساكن بمخيمات العار بتندوف، حيث اكتوى بنيران الغلاء و الندرة، و أصبح يعبر عن غضبه و عدم رضاه على الوضع الاجتماعي الذي آلت له الأوضاع داخل المخيمات، و الذي هو امتداد للوضع اليائس و ما يحصل في الأسواق الجزائرية، رغم توفر الدولة الجزائرية على مصادر تمويلات كبيرة بعد الطفرة الغازية، إلا أن المواطن الجزائري لا يزال يشتكي من ساعات الانتظار الطويلة في الطوابير المليونية، للحصول على المواد الأساسية كالزيت و السميد و الحليب و السكر…
لذلك بدأ المواطن الجزائري يجنح إلى العنف عطفا على ما تداوله النشطاء داخل الجزائر و خارجها بخصوص الهجوم الذي تعرضت له شاحنات نقل المواد الأولية التونسية العابرة للحدود البرية بين الجزائر و تونس، و الذي شنه عدة مواطنين جزائريين يتهمون سلطات بلادهم بالتجويع الممنهج و المتعمد، و بتحويل المواد الأولية الداخلية الجزائرية إلى الأسواق التونسية، إرضاءا لساكن قصر قرطاج، و محاولة لاستمالة مواقفه السياسية حول الصحراء المغربية، بعد حملة العداء التي تعرض لها “قيس سعيد” نتيجة تورطه في قضية الناشطة “بوراوي”.
الأوضاع داخل الأسواق “التندوفية”، تسير من سيء إلى أسوء، و إذا كان المواطن الجزائري يحتاج إلى ساعات طوال كي يحصل على “شكارة حليب” أو “كيس سميد” أو “قنينة زيت”…، فإن الوضع بتندوف لا يجد هذه المواد في متاجر الأسواق البدائية و التي أصبحت مقفرة و يائسة بالمخيمات، و حتى إن عثر على ما يحتاجه من مواد فلا يمتلك المال لشرائها، بعد الحصار الذي ضربته السلطات الجزائرية على المخيمات و منعها الخروج دون التوفر على تصريح مسلم من سلطات عصابة بن بطوش، و التي لا يمكنها أن تسلمه لأحد دون الحصول على موافقة على ممثل السلطات العسكرية الجزائرية، مما منع الساكنة من التجارة و السعي في الأرض لتدبر أسباب الرزق و جني المال، على اعتبار أن المخيمات لا تتوفر على مناطق اقتصادية أو أنشطة مدرة يمكن الاكتفاء بالعمل فيها، و أن معظم العمال إما أنهم يشتغلون لدى أجراء جزائريين في مدينة تندوف، أو يتاجرون في الأسواق الموريتانية، أو منقبين عن المعدن النفيس أو مهربين.
ودرجة خطورة الوضع تتأكد مع نشر حساب Ali Fadil على صفحته الفيسبوكية، نداءا إلى كافة الشباب بالمنطقة بمرافقته للالتحاق بالصحراء المغربية و العودة للعيش في المغرب، و الإيمان بأن لا حل في المستقبل القريب قد يمنح الإنسان الصحراوي معيشة متحررة و بكرامة، غير بالعودة إلى المغرب .