سلا الملاح القديم ..هل تم اقبار تسمية دروب بأسماء شخصيات يهودية وطنية

سلا الملاح القديم ..هل تم اقبار تسمية دروب بأسماء شخصيات يهودية وطنية

 

صورة توضيحية لأزقة مدينة سلا المغربية

قرر مجلس مدينة مراكش المغربية خلال انعقاد احد الدورات  الاستثنائية اعادة تسمية أحد أحياء المدينة القديمة باسمه اليهودي السابق.

ونقلت وكالة الأنباء المغربية في وقت سابق عن مسؤولين في المجلس قولهم انه سيتم تغيير اسم حي السلام حاليا ليحمل اعتبارا من اليوم اسم “الملاح”.

والملاح اسم حملته معظم الأحياء القديمة في المدن التاريخية حيث كان يقطنه اليهود بكثافة قبل تسارع وتيرة الهجرة من المغرب الى اسرائيل بداية الخمسينيات والستينيات.

وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله قد أمر  بإعادة الاسماء السابقة لازقة الحي.

واعلنت وزارة الداخلية في بيان ان الملك خلال زيارته مراكش “أعطى أوامره بإعادة الأسماء السابقة لأزقة وساحات حي الملاح المعروف حاليا بحي السلام”.

وبحسب البيان فإن “تعليمات الملك تأتي حرصا منه “على الحفاظ على التراث الحضاري وكذلك على التراث الثقافي لكل مكونات المجتمع المغربي”.

وبحسب الصحافة المحلية فإن الطائفة اليهودية عبرت في وقت سابق للملك محمد السادس عن “تذمرها” من تغيير أسماء الأزقة والساحات التي كانت تحمل أسماء يهودية

وفي إطار برنامج تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لطنجة، تؤهّل مجموعة من المواقع اليهودية المغربية بالمدينة، وتعاد أسماء أحياء إلى أصلها، بعد التغيير الذي طال أسماءها اليهودية في وقت سابق.

وخلال هذا المشروع المستمر، سبق أن استقبل محمد مهيدية، والي جهة طنجة تطوان السابق  سيرج بيرديغو، الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، متم ماي السنة الماضية ، مع بعثة من الطائفة اليهودية بطنجة حول مجموعة من مشاريع الطائفة.

وتندرج إعادة التأهيل والتثمين هذه ضمن الطور الثاني من إعادة تهيئة التراث اليهودي المغربي بالمملكة، وتمس عددا من المدن، من بينها طنجة.

في هذا السياق يقول بيرديغو إن هذا المشروع يؤهّل بِيَعا، ويعيد أسماء أصلية لأزقة بطنجة، ويعدّ متحفا خاصا بالتراث اليهودي في طنجة، وسيفتح في إطاره مطعم يهودي.

ويؤكّد بيرديغو أن ما يحدث في بعض أزقة طنجة “ليس تغييرا للأسماء، بل إعادة للأسماء الأصلية، اليهودية، في لوحات تشوير جديدة، مع إشارة إلى الأسماء التي كانت قبل إعادة الأسماء الأصلية للأحياء.”

ويجمل الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب بالقول في ختام تصريحه السابق لوسائل الإعلام : “بأوامر وتوجيهات ملكية، وفي علاقة بوزارتي الثقافة والداخلية، نعمل برؤية واضحة، من أجل حفظ التراث الثقافي اليهودي المغربي، الذي نحتفظ به، ونعيد تأهيله، ونبرز جزءا من تراثنا الوطني، والحضارة المغربية التي تستحق أن تُعرَف في العالم؛ لأنها متفرّدة جدا، ومتميزة، وتحمل رسالة أمل”.

وهو ما ينطبق على مدن عديدة مثل فاس آسفي الصويرة الرباط سلا وغيرها..
بخصوص مدينة سلا و بالعودة الى ملخص مقررات الدورة العادية لشهر أكتوبر 2023 لمجلس مدينة سلا الجماعي أي سنة قبل اليوم نجد ان المجلس وافق في تاريخه وساعته وبالاغلبية على اطلاق تسميات الدروب في الملاح القديم على الشكل التالي:
-1 درب كوهن. Cohen Derb
-2 درب بينيزري. Benizri Derb
-3 درب أمزالك. Amzallag Derb
-4 درب انقاوا. Ancaoua D
5 درب صباح. Sabah Derb

-6 درب لوسيك. Louski Derb
-7 درب أمسلم. Amselem Derb
-8 درب اليانس. Alliance Derb
-9 درب بوهبوت. Bohbot Derb
10- درب الباز Derb El Baz

حسب “وثيقة تتوفر عليها الجريدة وباعتبار هاته التسميات تشكل تراثا حضاريا اسثتنائيا في سلا وفي المغرب عموما لما يتميز به من قيم التعايش و التضامن تحت لواء أمير المومنين الملك محمد السادس نصره الله.
لكن ظل الأمر حبرا على ورق، وحسب معطيات وزيارات محلية فإنه تم إقبار مخرجات الدورة الاستثنائية المشار إليه أعلاه ” ولم يتم تنفيذ التسميات ولاتوجد أي إشارات انه سيتم تفعيل الأمر نظرا لما صرح به مستشارون رفضو ذكر أسمائهم لدى جماعة سلا ومقاطعاتها عموما.
ويطرح التساؤل لماذا لم تتفاعل السلطات المحلية حول غياب تفعيل مخرجات الدورة ؟
وماالسبب في عدم تنفيذه؟ هل يتم استغلال التدبير المحلي في ايديولوجيات يعتبر المغرب غير معني بها لكونه مغرب التعايش والسلام منذ عصور.
علما ان الدستور الجديد الذي اقر عام 2011 بالمكون اليهودي كجزء من ثقافة المملكة. ووردت في ديباجته ان “وحدة البلاد (…) تغذيها وتثريها روافده الافريقية والاندلسية واليهودية والمتوسطية”.

جدير بالذكر أن الوجود اليهودي قديم جدا في المغرب حيث يعود لاكثر من الفي عام عززته موجات من اللاجئين وخصوصا من الاندلس بعد سيطرة الكاثوليك على اسبانيا اواخر القرن الخامس عشر.

وخلال الحرب العالمية الثانية، عارض السلطان محمد الخامس جد محمد السادس القوانين المعادية لليهود التي اقرتها حكومة فيشي الفرنسية، رافضا “المشاركة” فيها واعلن نفسه “حاميا لهم”.

وابان الخمسينات، كان هناك قرابة 300 الف مواطن مغربي من اليهود، لكن الصراع العربي الاسرائيلي والدعوات للهجرة الى اسرائيل والمغادرة الى فرنسا وكندا خصوصا كان من شانها خفض الاعداد الى اقل من خمسة الاف شخص.
ومع ذلك، لا يزال يهود المغرب اكبر طائفة يهودية في شمال افريقيا.

ذ. وحيد بنسعيد

admin

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *