المناضلة فاطمة المساعدي مسارات امرأة تحدت الاعاقة وناضلت من أجل حامليها من الجنسين
المناضلة، فاطمة المساعدي ؛ فاعلة جمعوية وناشطة حقوقية؛ جعلت من معاناتها الشخصية منطلقا ومنبرا، لتحقيق مسار حافل ومتميز بالعطاء، فهي تحمل منذ ولادتها الإعاقة في جسدها، معاناة، وفي وجدانها قضية وفكرا.
إذ ولدت فاطمة، في بيئة صحراوية جد محافظة، ومجتمع ذكوري بامتياز يسوده نظام أبوي، “أبيسي”، حيث تعاني المرأة، وبصفة خاصة حاملة إعاقة أو قصور ما من إقصاء مضاعف وتميز مزدوج، قائم على أساس النوع الاجتماعي والإعاقة.
ونتيجة لذلك، وبسبب والحواجز البيئية، المادية والثقافية، والصورة النمطية السلبية لسائدة عن الفتاة في وضعية إعاقة؛ لم تستطع فاطمة الاستمرار في مسارها التعليمي،فاضطرت، مكرهة، إلى ترك دراستها في سن مبكرة.
إلا أنه وبفضل عزيمتها وإصرارها، وإيمانا منها بأن الإعاقة ليست قدرا محتوما أو تصنيفا اجتماعيا، وأنها جزء من التنوع والطبيعة البشرية. تمردت فاطمة ، على واقعها ووأدت (تجاوزت) إعاقتها، ولتدارك ما فاتها التحقت بالعديد من الدورات التكوينية والتأهيلية ونجحت، بفضل عصاميتها، في اكتساب العديد من الكفايات والمهارات، لتحقيق ذاتها وكسب رهان والاندماج في المجتمع حتى أصبحت اسماً معروفاً وفاعلة جمعوية وحقوقية مؤثرة في مجال مناهضة جميع أشكال التهميش والإقصاء والعنف المبنية على الإعاقة أو النوع الاجتماعي. وقامة بارزة في الترافع والدفاع عن قضايا المرأة عامة، وتلك المتواجدة في وضعية إعاقة خاصة.
ومن أجل مجتمع دامج ومندمج، تسوده مبادئ المواطنة والمساواة وتكافئ الفرص والحقوق؛ ناضلت بالخصوص على إدراج بعدي الإعاقة والجندر في المخططات والسياسات العمومية، وعلى كافة الأصعدة؛ محليا، جهويا ووطنيا.
وعلى المستوى المؤسساتي: من المعالم البارزة والمشرفة، في المسار الحافل للسيدة؛ فاطمة المساعدي، تأسيسها، وثلة من رفيقات ورفقاء دربها، في العاشر من فبراير سنة 1982، لجمعية “مساندة الأشخاص المعاقين “ «ADAPH » ؛ بالعيون وهي منظمة غير حكومية اجتماعية وتنموية رائدة في مجال التنمية الدامجة.
وكذا الإشراف على إحداث والتدبير اليومي لمؤسسة الرعاية الاجتماعية “المركز الاجتماعي والتربوي امباركة الزروالي” للاستقبال النهاري والتكفل المتعدد، بالأطفال واليافعين ذووي الإعاقات الذهنية، النفسية والجسدية والمركبة، في أفق تأهيلهم وأدماجهم والمساهمة في التخفيف من أعباء أسرهم وتحسن معيشها اليومي.
وفي مجال السياساسات والبرامج العمومية؛ في بعديها المتعلقين بالإعاقة والجندرة؛ أشرفت السيدة فاطمة المساعدي، على تنظيم والمشاركة في العديد من البرامج والمشاريع والأنشطة أهمها:
- صياغة وتنفيذ العديد من البرامج والمشاريع المهيكلة في مجال الإعاقة، وبصفة خاصة : إدراج بعد الإعاقة في البرامج والسياسة العمومية محليا، جهويا ووطنيا؛
- وضع وتفعيل الاستراتيجيات والسياسات العمومية المحلية في مجال الإعاقة والتنمية؛
- تهييئة وتعزيز البنية التحتية والخدماتية بمدينة العيون بتعميم الولوجيات المعمارية في الفضاءات والمؤسسات العمومية، ليسير الولوج لكافة المجالات والخدمات الأساسية والمرافق العمومية من تربـية؛ تعليم، صحية؛ رياضة وترفيه…. إلى جانب المجالس المنخبة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية؛
- مأسسة واستدامة التربية والتكوين الدامجين وتمكين الشباب في وضعية إعاقة؛ إلى جانب النساء والفتيات؛ من التكوين المؤهل من إدماج أفضل في سوق الشغل، لتحسين مستواهم الفكري والعملي وبالتلي ظروف عيشهم؛
- تنزيل المشروع الوطني “تطوير قدرات النساء المنتخبات في مجالس الجماعات الترابية. لإبراز نخب وتمثيليات نسائية سياسية” المنجز من طرف صندوق دعم تشجيع التمثيلية النسائية؛
- كما خاضت، السيدة المساعدي فاطمة، حملات لإذكاء الوعي وتحسيس ذوي القرار والرأي العام بقضايا الإدماج والولوج الشامل والتأهيل المجتمعي المواطنات والمواطنين في وضعية إعاقة وهشاشة، وبحقوق المرأة وأدوارها الاجتماعية، والمساواة بين الجنسين.؛على الصعيدين المحلي (الجماعات الترابية,المصالح الخارجية…) والوطني (المجتمع المدني،البرلمان والوزارات…) وفي هذا الإطار ساهمت في إعداد وانجاز العديد من التقارير والعرائض والمذكرات المطلبية الحقوقية؛
وقد مكنها عملها النضالي هذا وما راكمته من تجارب وخبرات وما أبانت عنه من كفاءة ومهنية من حيازة، وباستحقاق عضوية العديد من الهيئات الحقوقية ومؤسسات منتخبة وحكومية وعلى المستويات المحلية الوطنية والدولية، لنقل خبرتها وتجربتها المتميزة، والممارسات الفضلى، من خلال تقديم المقترحات والمساهمة في وضع التوجهات الفنية لدى ذوي القرار والفاعلين المؤسساتيين، (كقوة اقتراحية واستشارية)، وبشكل تطوعي؛ وعلى سبيل المثال فالسيدة ؛ فاطمة المساعدي:
عضوة مؤسسة للعديد من الجمعيات الوطنية العاملة في مجال مواكبة الأشخاص في وضعية إعاقة كالتحالف الوطني من اجل النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة وإإتلاف الجنوب للنهوض بحقوق ذوي الإعاقة، والمنتدى المغربي لشباب الألفية الثالثة ؛
وحظيت كذلك بعضوية المرصد الوطني لحقوق الطفل، والصندوق الوطني لتشجيع تمثيلية النساء بوزارة الداخلية؛
كما جددت فيها الثقة، لولاية ثانية لعضوية اللجنة الجهوية لحقوق الانسان؛ التابعة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، مكلفة بملف الإعاقة ؛ وعضوة فاعلة لعدة ولايات في الهيئة الاستشارية للمساواة وتكافؤ الفرص والنوع الاجتماعي بمجلس جهة العيون الساقية الحمراء، ومنظمة السلم والتسامح للديموقراطية وحقوق الإنسان…
وعال المستوى الدولي ؛ تتشرف السيدة، فاطمة المساعدي، بانتقائها مؤخرا لتعزيز صفوف مناضلات ومناضلي الاتحاد العالمي للمعاقين (WDU) ؛ بالشارقة. كما شغلت عضوية معهد قيادة النساء العربية بعمان بالمملكة الأردنية الهاشمية…
وتكريما لشخصها، وتقديرا وعرفانًا لجهوداتها الجبارة ومساهمتها المتميزة من أجل خدمة المجتمع بصفة عامة والأطفال والنساء في وضعية إعاقة وهشاشة على وجه الخصوص حصلت السيدة فاطمة المساعدي على سلسلة من الأدرع وشهادات الاستحقاق.
حاليا، ومن أجل تثمين ورسملة، هذه التجربة الغنية وخبراتها، وفي سبيل تكريس وتعزيز المكتسبات المحققة والرفع من قيمتها المضافة؛ تعكف السيدة المساعدي على توثيق وتدوين مذكراتها ومسارها النضالي والحقوقي.