وصفات الأقراص المهلوسة بسلا.. اعتقال طبيبين ومتابعة صيدلاني في حالة سراح
أمر وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بسلا، بإيداع أربعة أشخاص، ضمنهم طبيبان، رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن العرجات 1 بضواحي سلا، وتابع في حالة سراح مؤقت خمسة أشخاص، ضمنهم صيدلي، بعد أن توبعوا بجرائم مسك واستهلاك مواد معتبرة مخدرات، والاتجار فيها، وتسلم مواد معتبرة مخدرات بواسطة وصفات صورية، والمشاركة في صنع شهادة تتضمن وقائع غير صحيحة، والمشاركة في منح طبيب بقصد محاباة شخص إقرارا كاذبا، كل حسب المنسوب إليه.
وانطلقت وقائع القضية، بعدما توصلت عناصر الفرقة الحضرية للشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية سلا الجديدة، بمعلومات تفيد أن مسيرة صيدلية بمقاطعة احصين، تقوم بتزويد بعض الأشخاص المشتبه فيهم بترويج الأقراص الطبية المخدرة، بكميات مهمة دون تقديم وصفات طبية تثبت حصولهم على تلك الأدوية بشكل قانوني.
وحسب محاضر الضابطة القضائية، فإن التحريات الميدانية ومراقبة الصيدلية، أسفرت عن ضبط شخصين، أحدهما من ذوي السوابق القضائية ومبحوث عنه على الصعيد الوطني، يقتنيان من مسيرة الصيدلية الممنوعات، وأثناء تعقبهما من قبل العناصر ذاتها، تم إيقاف أحدهما بشارع القاعدة الجوية متلبسا بحيازة قرصين طبيين من مخدر “ريفوتريل 2 ميلغرام”، وعلبة دواء بها 20 كبسولة، ووصفة طبية صادرة عن مصحة خاصة بالرباط، في اسم امرأة مذيلة بختم الطبيب وتوقيع وخاتم الصيدلية، فيما تم إيقاف الشخص الثاني بحي قرية أولاد موسى في حالة تلبس بالاتجار في الأقراص المهلوسة.
وأثناء البحث التمهيدي مع الموقوف الأول، أقر لعناصر البحث أنه مدمن على استهلاك الأقراص الطبية المخدرة، وأن علبة دواء “ترامادول نورمان” التي بها 20 كبسولة اقتناها من مسيرة الصيدلية، وهو على علم أن هذا الدواء مخدر، وكان يحصل عليه دون وصفة طبية من الصيدلية المذكورة.
وكشفت المصادر ذاتها أن الموقوف الثاني صرح أنه يقتني الممنوعات المحجوزة، دون وصفة طبية من مسيرة الصيدلية المذكورة، وأنه يتاجر فيها رفقة شريكه المبحوث عنه من أجل السرقة الموصوفة.
وأفادت “الصباح” التي أوردت التفاصيل أن الطبيب الموقع على الوصفة الطبية المذيلة بخاتمه، وهو طبيب اختصاصي في علاج السرطان، أكد أن الوصفة الطبية تحمل ختمه الخاص، بينما التوقيع يعود لزميله في المصحة نفسها.
وأشار الطبيب، خلال التحقيقات الأولية إلى أن البيانات المحررة بالوصفة بخط يد زميله، نافيا أن يكون على علم باسم المريضة المدون اسمها بالوصفة، إذ أنها ليست من مرضاه، قبل أن يضيف أن زميله اتبع العرف المهني الجاري به في المصحة، واستعمل ختمه على الوصفة الطبية.
وخلال التحقيق مع مسيرة الصيدلية، فجرت حقائق “خطيرة”، إذ اعترفت أنها لا تتوفر على الشهادة التي تخول لها تسيير الصيدلية، مؤكدة أنها طبيبة عامة تتوفر على عيادة بالمدينة نفسها، وخبيرة محلفة مسجلة بجدول الخبراء المعتمدين بمحاكم المملكة، وأن الصيدلية تعود لابنتها، وبسبب ظروفها الصحية والنفسية، اضطرت إلى تسييرها نيابة عنها.
وأثناء مواجهتها بتصريحات الموقوفين، بتسهيلها على الغير استعمال مواد أو نباتات تعتبر بمثابة مخدرات، ومشاركتها في ترويج الأقراص الطبية المخدرة بدون ترخيص، أكدت خلال الاستماع إليها، أنها على معرفة بالموقوفين، وتزودهما بصفة منتظمة بالأقراص الطبية المخدرة دون وصفة طبية، ودون أن تسجل ذلك في السجل الممسوك بالصيدلية.