سلا عاصمة المجتمع المدني 2023.. ندوة بسلا تسلط الضوء على المطلب المجتمعي بالحفاظ على التراث العالمي

سلا عاصمة المجتمع المدني 2023..  ندوة بسلا تسلط الضوء على المطلب المجتمعي بالحفاظ على التراث العالمي

الحفاظ على التراث الثقافي العالمي عامة و المغربي خاصة وأهمية حمايته من الاستيلاء و السطو شكل موضوع ندوة نظمتها جمعية الأوراش و الثقافات بشراكة مع جمعية ابي رقراق و بتنسيق مع منظمة اليونيسكو في اطار سلا عاصمة المجتمع المدني 2023 أمس الجمعة 04 غشت الجاري بالنادي العلمي و الثقافي لأبي رقراق ببطانة سلا..
هّذا اللقاء الذي حضرته جمعية نجمة للبيئة والتنمية وذوي الاحتياجات الخاصة بدعوة من السيد فاضل معنينو رئيس جمعية الأوراش و الثقافات عرف مشاركة نخبة من المتدخلين من مختلف الجنسيات نذكر على سبيل المثال العائلة المحترمة من فرنسا بيكارد و مجموعة من الشباب من المكسيك و ايطاليا و كولومبيا ومن المغرب كما نسجل مشاركة الأستاذة المتألقة حسناء شهابي رئيسة البرامج التربوية بوزارة الانتقال الطاقي و البيئة المستدامة و السيدة الفاضلة الاستاذة ليلى ملوان رئيسة جمعية الشفاعة للتضامن و التنمية و اعضاء المكتب التنفيذي لجمعية أبي رقراق و أخرون..
وخلال هذا اللقاء أكد السيد وحيد بنسعيد عن جمعية الاوراش و الثقافات الذي ترأس اللقاء ، أن الهدف منه هو التوعية بالتراث الثقافي واقتسام المعلومة بشأنه؛ بالنظر إلى أنه أصبح مطلبا مجتمعيا خلال السنوات الأخيرة وأوضح كذلك أن هذا المطلب بات يهم فئة الشباب خصوصا، مبرزا أنهم يتفاعلون على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن ما يروج حول التراث وما يقال عنه..
وبعد ذلك قدمت السيدة ليلى ملوان في معرض تدخلها عرّفت من خلاله بماهية التراث الثقافي المغربي وناقشت فيه عناصره وتشعباته، حتى يتسنى للمواطنين المشاركة في الدفاع عنه عن معرفة ووعي،و أضافت أن “إشراك المواطنين والشباب في التعريف بالتراث الثقافي وطنيا ودوليا أصبح ضرورة ملحة”، كما شددت على الزامية وضع الآليات القانونية للمحافظة عليه؛ من خلال تحيين وتعديل عدد من القوانين من أجل أن تستجيب للتغيرات التي أصبح يعرفها المجتمع وللتحولات الثقافية العالمية، ومن أجل حماية التراث من محاولات السطو والاستيلاء.

وبدورها رحبت الأستاذة حسناء شهابي بالضيوف الكرام على أرض المملكة المغربية، وأعربت عن تقديرها لما يبذله جميع المتدخلين و المهتمين من جهود دؤوبة، في سبيل الحفاظ على الموروث الثقافي الحضاري، الذي راكمته الإنسانية جمعاء و من أجل تعزيز مهمة إرساء السلم والتضامن والتفاهم بين الشعوب والثقافات, واعتبرت السيدة شهابي إن اختيار مدينة سلا لاحتضان أشغال هذا الملتقى، ليس اعتباطيا، وإنما يأتي نتيجة للإشعاع الثقافي الكبير لهذه المدينة العريقة، التي تعتبر قطبا ثقافيا عالميا فقد تم اختيارها عاصمة للمجتمع المدني 2023. كما أن موقعها الجغرافي المتميز، جعل منها محورا تعاقبت عليه حضارات مختلفة، فينيقية ورومانية وإسلامية وأندلسية وأوربية..
و اعتبرت السيدة المقتدرة أن الثقافة ليست فقط تعبيرا عن الإبداع، وإنما هي كذلك مرآة للحضارات، وضرورة أساسية في حياتنا اليومية، فهي غذاء للروح والفكر، وربط الماضي بالحاضر وتابعت كلمتها بالقول أن لابد من التأكيد اليوم، على أن التراث الثقافي شهد تطورا كبيرا، فهو لم يعد مجرد مآثر تاريخية أو قطع آثار، بل إنه يشمل العادات والتقاليد، والتعبيرات الحية الموروثة عن أسلافنا، والمنقولة للأجيال القادمة، كالتقاليد الشفهية، والعروض الفنية، وحتى الممارسات المجتمعية. وهنا تكمن قيمة المحافظة عليه، وتثمينه وصونه ليبقى مرجعا للأجيال القادمة.
أما باقي المتدخلين من الوفود الأجنبية القادمة من خارج المغرب في اطار برنامج الأوراش التطوعية الدولية قاموا بعرض تفصيلي عن ابرز مكونات الثراث المادي و اللامادي الذي يميز بلدانهم و قد تركزت عروضهم عن الماثر التاريخية و العادات و التقاليد التي تطبع مجتمعاتهم عبر مرالأزمنة و العصور كما أن الندوة شكلت فرصة سانحة أمام وفود الدول المشاركة، لبلورة رؤية علمية موضوعية، والخروج بتوصيات وجيهة وفعالة، تتوخى الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي وصيانته، وتقديم خلاصات تساعد على تطويره والنهوض به.

وختاما ومن أهم التوصيات التي خرجت بها الندوة هي ضرورة توعية الأجيال القادمة بأهمية التراث بأشكاله المختلفة فضلا عن المزج بين التراث الطبيعي والأثري من خلال مواكبة العلم والتكنولوجيا في هذا المجال ولذا يتعين على الجميع دعم كافة الجهود المبذولة في مجال النهوض بالبحوث العلمية، وتشجيع الباحثين والمهتمين بحماية مكتسباتنا التراثي
وكما دعا المؤتمرين الى تعزيز التعاون الدولي متعدد الأطراف، في مجال حماية التراث الثقافي غير المادي، وتبادل التجارب والأفكار في سبيل صونه، والبحث عن أنجع السبل لتربية الناشئة على أهمية تراثنا والاهتمام به، كإرث بشري غني بروافده الثقافية المتعددة، وروابطه التاريخية الضاربة في عمق التاريخ.
كما أوصى المشاركون أخيرا في الندوة على ضرورة رقمنة الموروث الثقافي ، ومكونات التراث غير المادي، تماشيا مع تطور العصر، وما يعرفه عالمنا من تحديات رقمية تكنولوجية ولضمان اهتمام الاجيال الصاعدة بما خلفه أسلافنا من تراث ثقافي، يتعين مواكبة التحولات الرقمية، والانخراط في تقديم محتويات رقمية قيمة، تعر ف بالتراث الثقافي، بموازاة مع الحامل الورقي وغيره، فلكل منها أهميته في هذا المجال.

و في ختام الندوة تم أخذ صور تذكارية ضمت المشاركين و كل الحضور الكريم و كانت مناسبة لرئيس جمعية نجمة لتقديم عبارات الشكر و العرفان لرئيس جمعية الأوراش و الثقافات على دعوتنا لحضور هاته الندوة وعلى شرف استفادة جمعيتنا من البرنامج الدولي للأوراش التطوعية..
اعد التقرير نبيل درويش رئيس جمعية نجمة

admin

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *