معركة كسر العظام مستمرة بين الأساتذة والوزارة والخاسر الأكبر هو التلميذ
تتواصل معركة كسر العظام بين هيئات التعليم والوزارة الوصية، وذلك على خلفية إقرار القانون الأساسي الجديد الذي أثار ردود فعل متباينة داخل القطاع، مما أدى إلى إعلان إضرابات متتالية ومتواصلة منذ بداية الموسم الدراسي إلى يومنا هذا، مما ينذر بسنة تعليمية بيضاء، سيكون التلاميذ هم ضحيتها.
وتأتي هذه الإضرابات في ظل التجاذبات والخلافات التي تطبع علاقة النقابات الأكثر تمثيلية مع التنسيقيات التي تسيطر عليها “العدل والإحسان” و”اليسار المتطرف”، وهو ما يجعل أي تفاهم أو وساطة مستحيلة بالنظر إلى حجم الفجوة بين الطرفين، رغم رغبة الحكومة في إيجاد حل بشرط أن يعود الأساتذة إلى الأقسام وتدارك الزمن المدرسي، كما يطالب بذلك أولياء التلاميذ.
إذ دخل التصعيد المتواصل في قطاع التربية الوطنية عقب سلسلة الإضرابات المتواصلة عن العمل، مرحلة خطيرة، تضرر من خلالها التلميذ بالدرجة الأولى، إذ نجد انه في الوقت الذي أنهى فيه تلاميذ القطاع الخاصة جميع فروض المرحلة الأولى، ما يزال تلاميذ التعليم العمومي لم يتلقوا دروسهم بعد.
وبينما أصبح الملف مفتوحا على المجهول، أثير تساؤل حول إمكانية تدخل جمعيات أولياء التلاميذ والقيام بدور الوساطة، لوضع حد لهذا المسلسل الذي دشنته الشغيلة بسبب القانون الأساسي لنساء ورجال التعليم، خاصة وأن هذه الجمعيات خرجت في مسيرات احتجاجية جمعت التلاميذ والآباء في مدن مغربية عدة، للمطالبة بحماية الزمن المدرسي وحماية حق التلاميذ في تعليم جيد وبفرص متكافئة، رغم صعوبة الأمر في ظل تثبت الأساتذة بمسلسل الإضرابات حتى إسقاط “النظام الأساسي” والزيادة في الأجور .
وفي خضم هذه المعركة الطاحنة، أصبح دور النقابات صعب للغاية، في ظل ظهور تنسيقيات حاضرة في النقاش بقوة، مما أربك هذا المخاطب التقليدي، الذي صار يبدو غير ممثل للجميع، وأن الوزارة بدورها صارت تجد مشكلا في هذا الجانب، فكل حوار مع النقابات يمكن أن ترفضه بعض التنسيقيات.