صحة عيون المواطنين في خطر
هشام العدناني
صحة عيون المواطنين في خطر
إن الأسواق المغربية و خاصة الشعبية منها، تشهد انتشار محلات لبيع النظارات عشوائية و دون ترخيص من الأمانة العامة للحكومة و وزارة الصحة، حيث أن مهنة المبصاري Opticien ، تعتبر مهنة شبه طبية، وفق الظهير الشريف المنظم لها، و القوانين المتممة له.
هذه المحلات العشوائية و أصحابها تشكِّل خطورة على صحة عيون المستهلكين، سواء نظارات خاصة بتصحيح النظر أو النظارات الشمسية المجهولة المصدر، و غير خاضعة للمعايير الدولية الطبية، و بدون ترخيص من وزارة الصحة، مما يودي إلى حدوث مشاكل على مستوى قرنية العين، لكن بالرغم من أضرارها إلا ان هذه النظارات تعرف إقبالا كبيرا من المواطنين خاصة الفئات المعوزة، التي تضطر إلى استعمال المنتجات رديئة الصنع بسبب ثمنها الوعيد.
دون معرفة مصدرها هذه النظارات! مواد صنعها! أضرارها!
بمدينة سلا توجد العشرات من المحلات الخاصة ببيع النظارات غير المرخصة و العشوائية، و هذا دور السلطة المحلية في محاربتها و التي لا تبالي بصحة عيون المواطنين، – كما تقوم بحملات لتحرير الملك العمومي، عليها كذلك إغلاق مثل هذه المحلات التي تضر بصحة المواطنين- فمعظم هذه المحلات لا تختص فقط في بيع إطار النظارات بل تذهب حتى في التكفل بالزجاج الطبي المعالج، و هنا بيت القصيد حيث يستعملون زجاج و عدسات مجهولة الهوية، و الترامي على اختصاص غير اختصاصهم، بل هو اختصاص مبصاري محترف علمي، يدرس أكثر من ثلاث سنوات في هذا الاختصاص الطبي، و المشاركة في المؤتمرات والندوات العلمية في المجال سواء داخل أو خارج الوطن.
فمعظم مَن اشترى أو استعمل نظارات من هذه المحلات غير المرخصة و العشوائية تعرَّض لمضاعفات جانبية مرضية لعينيه و منهم من فقد نظره، فبالرغم من الأسعار الزهيدة للنظارات إلا أنها غير صالحة للاستعمال لأنها قادمة من شرق آسيا عن طريق التهريب و تتكون من مواد مجهولة و سامة تتفاعل مع أشعة الشمس.
و كذا افتقار هؤلاء الباعة لأبجديات المهنة يجعلهم يرتكبون أخطاء جسيمة عند تقطيع الزجاج ،أي أنهم لا يحترمون المقاييس التي حددها طبيب العيون سلفا، مما ينعكس سلبا على حاسة البصر.
و هناك أمثلة كثيرة عن مستعملي هذا النوع من الزجاج الذي تسبب لهم في نقص البصر بدل تصحيحه.
أما المحلات المرخصة من طرف الأمانة العامة للحكومة بمعية وزارة الصحة، حيث أن مسيري هذه المحلات – مبصاري Opticien – له دراية و دراسة علمية بالمهنة خاصة الزجاج و العدسات الطبية المستعملة لحماية العين، فهُم يضعون رهن إشارة المواطنين نظارات طبية أصلية منها باهض الثمن أو متوسط الثمن، لأنها مستوردة من أوروبا و تحترم معايير السلامة و الجودة، و عليها ضمانة.
بعكس النظارات الأخرى التي تباع على الرصيف أو محلات العشوائية تفتقر للجودة لكونها مجهولة المصدر ، و غالبا ما تكون مقلدة و مصنوعة من مواد رخيصة.
و يبقى المبصاري المرخص متتبع حالة المريض بتنسيق مع طبيب العيون.
و يشير الأطباء إلى أن الزجاجات الرديئة تخرج منها مادة ضارة، تسبب في حساسية بالعين و محيطها، و تتسبب في زيادة دخول الأشعة فوق البنفسجية إلى العين، خاصة النظارات الشمسية ، مما تنتج عنه الإصابة بداء الزراق أو ” كلوكوم”، و ضعف البصر، و ظهور الجلالة، و أمراض الشبكية.
و هنا نقدم نداء إلى السلطات الوصية و السلطات المحلية، لمحاربة المحلات العشوائية لأنها تلعب بصحة عيون المواطنين.