رواق اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة في المعرض الدولي للنشر والكتاب: تجسيد لهوية مغربية منفتحة ورؤية استراتيجية متجددة

رواق اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة في المعرض الدولي للنشر والكتاب: تجسيد لهوية مغربية منفتحة ورؤية استراتيجية متجددة

 

رواق اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة في المعرض الدولي للنشر والكتاب: واجهة مؤسساتية تعكس عمق الهوية المغربية وتنوعها الثقافي

في إطار التزامها الراسخ بتعزيز الهوية الثقافية المغربية والانفتاح على القضايا الفكرية المعاصرة، شاركت اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة في الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، عبر رواق مؤسساتي مشترك مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم-ألـكـسـو، ممثلة بمكتب تنسيق التعريب بالرباط، صُمم ليعكس في مضمونه وشكله روح التراث المغربي ويبرز التفاعل الثقافي بين الجهوي والوطني والدولي.
وقد مثل هذا الرواق منصة فكرية وثقافية حية، لم يقتصر دوره على العرض، بل انفتح على النقاش والتفاعل والإشعاع، مؤكدًا مكانة اللجنة كفاعل محوري في الحقل الثقافي والتربوي الوطني. وتميز الرواق بإقبال واسع، حيث استقبل أزيد من 3500 زائر وزائرة، من مسؤولين حكوميين، وممثلي مؤسسات دستورية، وخبراء دوليين، وإعلاميين، وطلبة، وفاعلين جمعويين ومهتمين.
وانسجامًا مع الأدوار الاستراتيجية للجنة، تم إعداد برنامج ثقافي متكامل يجمع بين الموائد المستديرة والندوات والورشات واللقاءات، حيث تم استعراض مواضيع تعكس انشغالات المجتمع المغربي والعالمي، من قبيل التحول الرقمي، وتحديات التعليم، والعدالة الثقافية، ومكانة اللغة العربية، ودور الجهوية في التنمية المستدامة، والقضية الفلسطينية، وأسس التعايش بين الحضارات.
كما شهد الرواق تنظيم عدد من الورشات المتخصصة، من بينها ورشة حول الاستدامة المائية التي سلطت الضوء على الرهانات البيئية من منظور تربوي وثقافي، ورهانات المملكة المغربية في المجال الرياضي، والتعليم الدامج، ومهارات المستقبل، إلى جانب ورشات حول القرصنة الرقمية، وهو ما يعكس المقاربة الشمولية التي تنهجها اللجنة الوطنية في سعيها إلى تحقيق الالتقائية والتكامل بين مجالات الثقافة والمعرفة والتنمية.
وقد حرصت اللجنة الوطنية، في إطار رؤيتها المبنية على الإنصاف والتنوع، على إشراك مختلف الفئات والهيآت في أنشطتها وعمدت إلى تسليط الضوء خصوصا على أدوار النساء الرائدات والمؤثرات، بالإضافة إلى تثمين جميع المبادرات التي تساهم في إذكاء الوعي حول اسهامات الأشخاص في وضعية إعاقة، في تأكيد على التزامها بقيم الإدماج وتكافؤ الفرص، وإيمانها بأن الفعل الثقافي لا يكتمل إلا بمشاركة الجميع.
وإضافة إلى غنى مضامينه، أتاح الرواق فرصة مهمة لتوسيع شبكة الشراكات المؤسساتية، حيث عرفت فعالياته تنظيم لقاءات مع ممثلي منظمات وهيئات وطنية ودولية، في أفق بحث إمكانيات الانفتاح على شراكات مستقبلية في مجالات التربية والعلوم والثقافة.
وقد أكدت اللجنة الوطنية، من خلال هذا الحضور المؤسساتي النوعي، أن الثقافة ليست فقط مجالًا للتعبير، بل أداة استراتيجية لبناء الإنسان، وتعزيز الانتماء، ودعم الإبداع الجماعي، في أفق بناء مجتمع معرفي منفتح ومتجذر، يتفاعل بثقة مع تحولات الحاضر ورهانات المستقبل.

د. سفيان العيسي
رئيس شعبة البرامج والتواصل

admin

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *