من وجدة إلى العيون… الشارة الحمراء توحّد الإعلاميين في وقفة الكرامة.

في مشهد نضالي وطني غير مسبوق، جسّد العاملون بالإذاعات الجهوية التابعة للشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة وحدة الصف والكلمة، من خلال حمل الشارة الحمراء تزامنًا مع الوقفة المركزية التي دعت إليها المنظمة الديمقراطية للشغل ODT، النقابة الأكثر تمثيلية داخل المؤسسة.
هذا الشكل الاحتجاجي، الذي انخرطت فيه إذاعة وجدة الجهوية، محطة البث، محطة عين الشق، و إذاعة و قناة العيون، لم يكن مجرد تضامن رمزي، بل تعبير فعلي عن استعداد الجهات لخوض المعركة من أجل الكرامة، بصوت موحد و مطلب واحد.
إجماع على المطالب… ورفض للتهميش
تعبئة المحطات الجهوية تؤكد أن ما ترفعه ODT من مطالب ليس حكرًا على المركز، بل هو انعكاس لواقع مهني متأزم في جميع مواقع العمل داخل SNRT، و أن الملف المطلبي الذي ترافع عنه المنظمة يعبّر عن انتظارات جماعية تشمل:
– تفعيل الزيادة القطاعية الخاصة بالمؤسسة؛
– تسريع صرف الزيادة العامة المرتبطة بالحوار الاجتماعي؛
– تمكين العاملين من منحة الأخطار المهنية؛
– تنفيذ القرارات المصادق عليها داخل المجلس الإداري؛
– إقرار الحماية الاجتماعية عبر التأمين والتقاعد التكميليين.
هذا الإجماع النقابي الجهوي حول مضمون الملف المطلبي هو ما يُعطي للوقفة وزنها و قوتها، و يؤكد أن ODT ليست مجرد إطار نقابي، بل تمثيلية شرعية تحمل صوت العاملين في المركز و الجهات.
الشارة الحمراء… رفض صريح لسياسة الصمت
حمل الشارة الحمراء في المحطات الجهوية لم يكن مجرد شكل احتجاجي صامت، بل رسالة حمراء في وجه سياسة صمّ الآذان و التهميش المتواصل، التي تنتهجها الإدارة العامة، عبر تغييب الحوار الجاد، و الانفراد بتدبير ملف التحول الهيكلي دون استشارة التمثيليات النقابية المعترف بها.
السكوت الإداري يقابله اليوم موقف واضح من الميدان:
العاملون مستعدون لتوسيع رقعة النضال ما دامت كرامتهم على المحك، و ما دامت إدارة المؤسسة تتعامل مع أوضاعهم بمنطق التجاهل والمراوغة.
نقابة الثقة… و التنظيم الموحد
أثبتت هذه المشاركة الواسعة من المحطات الجهوية أن المنظمة الديمقراطية للشغل ODT نجحت في إعادة الثقة للمشهد النقابي داخل الشركة، و أن قوتها التنظيمية ليست شعارًا، بل واقعًا يتجدد في كل محطة نضالية، و في كل نداء تعبوي.