انطلقت؛ مساء الجمعة؛ بقرية أزنيد بالجماعة الترابية أربعاء عياشة بإقليم العرائش فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان ماطا الدولي للفروسية، المنظمة تحت الرعاية الملكية السامية تحت شعار “ماطا تراث ثقافي وإنساني”.
وتروم هذه الدورة، المنظمة من قبل مؤسسة المهرجان الدولي لفروسية ماطا والجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي بشراكة مع المهرجان الدولي للتنوع الثقافي لليونسكو، المحافظة على تراث فروسية ماطا العريق بجهة الشمال، والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية للمنطقة، وتشجيع ترويج المنتجات المجالية ومنتجات الصناعة التقليدية للجهة.
وتميز حفل الافتتاح، الذي جرى بحضور وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، ووزير التجهيز والماء، نزار بركة، ووزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، ووالي جهة طنجة تطوان الحسيمة، محمد مهيدية، وعدد من الفاعلين الثقافيين ومن المجتمع المدني، بتقديم الفرق المشاركة في مسابقة الفروسية “ماطا” والتي تمثل قبائل المنطقة، إلى جانب عروض من الموسيقى الفلكلورية المحلية.
بالإضافة إلى مسابقة ماطا، سيتم وضع برنامج غني بالأنشطة، إذ خلال الأيام الثلاثة للحدث، سيتمكن الضيوف والزوار المغاربة والأجانب من السفر عبر التاريخ بفضل مسابقة “ماطا” واستكشاف معارض المنتجات المجالية وحرف الصناعة التقليدية المغربية.
كما ستشهد ليالي المهرجان تنظيم سلسلة من السهرات وأمسيات في فن السماع الصوفي والفلكلور الموسيقي المحلي والوطني، بالإضافة إلى فقرات تنشيطية أخرى كحملة تحسيسية بأهمية احترام البيئة، ألعاب للأطفال، وغيرها من الفقرات والأنشطة الهادفة.
يذكر أن الدورة السابقة من المهرجان سجلت ، حسب المنظمين، توافد أكثر من 200 ألف شخص بين الزوار المحليين والدوليين، كما اجتذبت منافسة ماطا أكثر من 240 فارس من قبائل مختلفة.
فيما تمكنت 60 جمعية وتعاونية من عرض منتجاتها، وفنيا تم إحياء سهرة بمشاركة مجموعة من الفنانين المغاربة.
وتنتشر فروسية ماطا في جميع أنحاء جبل العلم، حيث يستقبل الفلاحون الربيع من خلال ممارسة هذه اللعبة الفريدة التي تتطلب الشجاعة والدقة والمرونة والذكاء بالإضافة إلى سلاسة و براعة كبيرة من ممارسيها، حيث يتوحد فيها الحصان والفارس، في تناغم تام، للاحتفاء بثقافة عريقة لمنطقة رائعة. وقد أطلق سكان جبالة على اللعبة اسم “ماطا”.
وتحرص قبائل بني عروس، إلى يومنا هذا، على إحياء هذه التقاليد، وتطبيق قواعد اللعبة بدقة عالية.
بعد غربلة حقول القمح، في قرية أزنيد أولا، ثم في مناطق أخرى بعد ذلك، تواكب الفتيات والنساء من القبيلة هذه العملية التي كلفن بها بأغانيهن، وزغاريدهن الشهيرة، التي تمتزج بصوت الغيطة والطبول الذي تشتهر به المنطقة، وهن نفس النساء اللواتي يصنعن، بفضل القصب والأقمشة، الدمية التي سيتنافس عليها أشجع المتسابقين في منطقة جبالة، الجهة حيث فن ركوب الخيل وتربيتها وتدريبها تعتبر خصوصية ثقافية قوية.
ويجب أن يركب المتسابقون المشاركون في لعبة “ماطا” دون سروج، مرتدين الجلباب والعمامات. ووفق ا للتقاليد الشفوية، فإن الفائز في لعبة “ماطا” هو الشخص الذي سوف يسحب الدمية من الفرسان الآخرين ويأخذها بعيد ا، باستخدام مهارته وشجاعته، ويحصل على مكافأة رائعة، حيث يصبح زوج أجمل فتاة في القبيلة.
ومن المحتمل أن تكون لعبة “ماطا” مستوحاة من بوزكاشي، وهي لعبة مشابهة ولكنها أكثر عنفا، تم استلهامها، حسب الأسطورة، من قبل مولاي عبد السلام بن مشيش خلال زيارته لابن بوخاري. إن البوزكاشي الذي يمارس في أفغانستان يتعلق بجثة عنزة يتنافس بخصوصها الفرسان بشكل شرس مما يخلف الكثير من الجرحى.
ويحتفل هذا الموعد السنوي بثقافة الأجداد التي يتم من خلالها التعبير عن الإحساس بإعادة التأهيل والشعور بالإيمان المتجذر والوطنية كمدرسة صوفية وقيم روحية وعالمية، جميع الإرث الإنساني الذي ورثه القطب مولاي عبد السلام بن مشيش إلى الشرفاء العلميين، والطريقة المشيشية الشاذلية وسكان هذه الجهة الاستثنائية.